السبت، 2 نوفمبر 2019

خذها إليك للشاعرمحمد الفاطمي الدبلي

خُذْها إليْك
بقلم الشاعر محمد الفاطمي الدبلي
حَرْفي على البَشر الضّباعِ تَمَرَّدا***وَأَرادَني أَنْ لا أَظَـلَّ مُـقَـــــيَّــدا

رَكِبَ الصّريحَ من البَيانِ بِحِكْمَةٍ***كالتّبْرِ يَزْهو في المــعادِنِ مُفْرَدا

لُغَةٌ إذا افْتَخَرَ الزّمانُ فإنّها***مَنَحَتْهُ فَجْراً في الوُجودِ مُــــــــــــخَلَّدا

تُغْني المِزاجَ عَن العِلاجِ حُروفُها***بِاللُّطْفِ إنْ هَمَسَ اللّسانُ مُغَرّدا

أوما ترى النّظْمَ المُطَرّزَ بالنُّهى****رَوْضاً تَزَرْكَشَ وارْتَقى فَتَجَدّدا

وَتَجاوُبُ الكَلِماتِ في رَقَصاتِها***فَنٌّ رَفِيـــــــــــــــــعٌ بِالبَديعِ تَفَرّدا

والهمْسُ يَبَعثُ بالرّسائلِ راجياً***أملاً بِأَجْوِبَةٍ تَقودُ إلى الهُــــــــدى

والقلبُ يَرْغَبُ أنْ يَفوزَ بِلَحْظَةٍ***منْ بعْدِما الْتَمَـــــسَ النَّدى وَتَوَدَّدا

قَسما بمنْ أحْيا الخَلائِقَ غَيْثُهُ*** وَكسى الوُجودَ بِنورِهِ ســــــــرْمَدا

لنْ أسْتَعينَ على النُّهى إلاّ بِهِ***أمْشي الهُوَيْنا بِالقَريضِ مُـــــــغَرّدا

ترْقى عقولُ ذوي الطُّموحِ بِعَزْمِها***والجِدُّ رافِعَةُ تُعينُ منِ اهْتَدى

فاسْمَعْ لَطيفَ مَواعِظٍ أَهْداكها***ربٌّ خَبيرٌ بالخُـــــــــــــلودِ تَمَجَّدا

ودعِ التَّكاسُلَ في اجْتِهادِكَ جانِباً***فالخَـــــيْرُ في تَقْواكَ أنْ تتَزَوّدا

والصُّبْحُ فافْهَمْ والمساءُ كِلاهُما***يَجْري إلى أجَلٍ تَراهُ مُـــــــحَدَّدا

وَإذا ابْتُليتَ بِنَكْسَةٍ فاصْبِرْ لها***إنّ اللّبيـــــــــــبَ منِ اتّقى وَتَجَلّدا

خُذها إليكَ من النّصائِحِ أحْرُفاً***جادتْ بما تَهْوى العُقولُ مُجَــسَّدا

سُنَنٌ تُبَيّنُ للنّجيبِ سَبيلَهُ***وَتُعينُ مَنْ خاضَ الكِفاحَ مُــــــــــــجَنّدا

لَيسَ اللّبيبُ مَنِ اسْتَعَزَّ بِمالِهِ***إنّ اللّبيبَ منِ اهْتدى  وَتَعَـــــــــبّدا

والحالُ أَوْسعُ والمَعارفُ جَمّةٌ***ومَنِ اسْتَمَرَّ على الفَسادِ تَشَـــرّدا

محمد الفاطمي الدبلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق