الأحد، 1 ديسمبر 2019

حكاية وطن في وجه إمراة للكاتب خالد جويد

بقلم الكاتب خالد جويد 
كانت تشيح بوجهها عنا كلما أرادت أن تخفي دموعها أو أن تبتلع ما 
تبقى من زفراتها  وهي تحاول أن تكبح جماح نفسها التواقة لرشفة فرح تقتلعها من أرحام اليأس ...

ترى في وجهها حكاية حب سطرتها مآسي الحروب  وفي ظهرها الف خنجر  لكنها ظلت محتفظة ببسمة ممزوجة باوجاع ارض وبضحكة   اختطفتها من فم الزمان ...

 هناك.... كنت أراها تشاطر الدروب صوت نايات الرعاة وهي تدفع بقطعانها  نحو  الروابي.... تحمل خبزها على رأسها ولسان حالها.... لا فناء لوطن تسكنه أشجار الزيتون.... لتعود وأحلام الوطن تحتضن ما تبقى من عمرها البأئس لتلقي  فوق دروبها  بقعة من ضوء صباحاته المفعمة بنكهة البرتقال.... 

كنت اراها  جسدا  ترك الزمان بصماته فوق جبينها الا أن روحها ظلت متعلقة بقصة أرض وبذكرى  اولَئك  الذين سكبوا دماءهم فوق ثراها ....
هي ليست مجرد أم ....هي حكاية  وطن قاسمت ترابه صحن زيتونها وتنفست بين تلاله  عبق زعتره لتبقى اصوات مآذنه  وتراتيل كنائسه خالدة في ذاكرة  روحها مدى الحياة ....
.بقلمي خالد جويد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق