الخميس، 2 يناير 2020

حروف الحزن للشاعر وليد ستر الرحمن

حروف الحزن
بقلم وليد ستر الرحمان
علمني العشق أن أبني 
بحروف عربية تغوي 
في كتاب ينثر أوجاع 
قلب مزقه الإدمان 
قد ألف الغوص في العمق 
مثل الحيتان في البحر
في محيط الحب لم يرضى 
بغير الموت أو يحيا 
كالفحل مسرور داني 

أدخلني مدن لا تقبل 
إلا بالحر و الباسل

فيها من هم الخلان 
من غم محال يفنى 
سرطان عمره أحقاب 
كالنيل يمتد يجري 
من مصر لحد السودان 

علمني أن أعطي ظهري 
مجنون مسلوب العقل
لكل امرأة تتقدم
من شخصي تدنو تتمنى 
أن تسلب قلبي المعتل 

ذاتي مهموة في هول

في صدري وغزة سكين 
بالسم معجون فاري 

قد رسم على القلب وشما 
عنوانه لن أهوى أبدا 
و خريطة جرح من عدم 
مثله ما كان في البر 

إني معتل مهموم 
معدوم و السيف باتر 
ما رحم ما كان فاتر 
مزق شريان قلبي 
و وريدا ما عاد يجدي 

أصبحت حيا كالميت 
في قبرمنسي عاقر 

لا حب يولد لا أنثى 
تشغلني تملأ وجداني 

الجرح مازال يدمي 
و العين مازالت تبكي 
مازلت أخط أذكاري 
بهموم حرف لن يمضي 
دون أن يترك أثارا 
أو يقرأ دون أمطار 

قطرات الدمع على الخد 
كالوابل تجرف صاحبها 
محال يهوى أو يعشق 
فالحب إعصار يبغي 
تدمير للذات قاتل 

علمني العشق أن أبني 
بحروف الحزن أذكارا 
محال تنسى أو تمضي

يا من يرتل أشعاري 
لا تمشي معصوبا هاوي 
خلف أحداق مزيفة 
ورموش عين مصبوغة 
و شفاه مبلولة رثة 
و حقول نهد مأكولة 

إن كان الأمر إجبارا 
قد مسك دائي فترحم 
مثلي محال لن تشفى 
سيظل الجرح مبتدأ 
كالعلقم مر فتاك 
و ستبقى في عمق البحر 
بحر الأحزان لن يغدو 
ماض أو يمسي كالذكرى 
تسترجع يوم أن تلمح 
ما يشبه زمن الإبحار 

الحب يمسي كالأفعى 
تخشاه دوما لا تقبل 
حتى و الأنثى عيناء 

إني علمتك فتذكر 
أن الإطراق من دون 
فكر أو علم لا يرحم 

و تذكر دوما أوجاعي 
و ألام جرح من عدم 
مثله ما كان في البر

إني علمتك فتذكر 
كي تبقى مسرورا فاظفر 

الدنيا أحزان تدلي 
أن الإنسان ألام 

اوجاع منذ نشأته 

حواء زجت بأدم 
في جب النحس و التعس
ما كان الإنسان يحزن 
لولها ما ارتكب إثما 

الأنثى كالداء تنحر 
إن كانت بالفسق تنعم 

لا هم في الصدر يشغل 
غير الأنا و الفاني 

حواء نحرت قابيل 
لولها ما كان الجرم

الدنيا أحزان تدلي 
أن الإنسان ألام 

علمني العشق سيدتي 
أني من دون أوجاع 
محال أكتب أو أروي 
أذكار تبقى و للأبد 
و قصيدة شعر لن تغدو 
في درج النسيان تمضي
-------------------------
بقلم وليد سترالرحمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق