الخميس، 6 فبراير 2020

غيابك للشاعر سعيد تايه

غـيــــابـــــك
مشاركتي في السجال على ( هـدير الخليل للشعر الوفير ) عـن الغيـــاب :
شـعـر : سـعـيد تــايــــه  ( البحـر الطويل )   عمان في 4/2/2020
غِيَابُـــكِ عَـنّـِي أقَـــضَّ بِمَضْجَـعِــي   وَزَلَـزَلَ أركَانِـي وَعَـاثَ بِمُهْجَتِي
فَـــلا تَـــدَعِـــي الغِـيَـــابَ يَمُضُّـنـي  يُمَـزِّقُ أضْلاعِـي يُنَغِّصُ عـيشَتِي
بِعَـادُكِ  لا  أسْطيــعُ حَمْــلَ ثِقَـالِـــهِ   يَنُـوءُ بِهَـا قَلْبِي يُضَاعِـفُ عِـلَّتِي
أَيُعْجِبُـكِ الحَــالُ الَّــذِي أنَـــا واقِـــعٌ   بِـهِ يَـا نَـوَى قلْبِي وَبُؤْبُـؤَ مُقْلَتِي
إلَــيَّ تَعَـالَـيْ كَــيْ نُجَـــدِّدَ حُـبَّـنَـــا   نُعـيــدُ لِمَـاضِينَـا لَـذائِــذَ بَهْجَـــةِ
وَهَـيَّــا إلَـى عُـــشٍّ سَعِدْنَـــا بِفَيْئِــهِ   تَطيـبُ لَنَـا الأيَّـامُ فـي كُـلِّ لَحْظَـةِ
لَكِ الأمْرُ في هذا فَمَا شِئتِ فاصنعي   لأِنَّـكِ في قـلْبِي وَمَا زِلْـتِ رَغْبَتِي
وَإنِّـي صَـبُـورٌ لا أكِــفُّ عَـنِ الدُّعــا   لِعَـوْدَةِ مَـنْ أهْـوَى بِـكُـلِّ مَحَـبَّــةِ
فَـأنْـتِ مُنَـى قَـلْبِي وَغَـايَـةُ مَقْصِدِي   وَمَـرْتَعُ آمَـالِـي وَمَنْهَـلُ غِـبْطَـتِي
تَجَـاوَزْتُ حَــدَّ العِشْقِ فـيـكِ مُتَيَّمَــاً   ألا فاشْهَدِي مِنِّي حَـرائِقَ زَفْـرَتي
فـأفْــرَطَ بـي ضُــرٌّ تَعَـــدَّتْ حُــدُودُهُ   سَـوابِــقَ آلامِـي وَكُـــلَّ مَـضَـــرَّةِ
وَمَا بيـنَ شَوْقِي واشْتِيَاقِي كَمَـا بَـدا   أظَـلُّ عَـلَى الأيّـَـامِ أجـْتَــرُّ لَـوْعَـتِي
نَظَمْتُ مِنَ الأشْعَـارِ مَا رَقَّ فانْظُري   لِـرِقَّـتِهَــا الأطيَــارُ غَـنِّــتْ بِنَشْــوِة
وَخُضْتُّ بِحَـارَ الشِّعْـرِ فيـكِ مُشَبِّبَــاً   لَـعَــلَّ وَفَـائِـي قــدْ يُعـيــدُكِ جَـنَّتِـي
سَأبْقَـى وَفِيَّـاً لا أحـيــدُ عَــنِ الوَفَــا   كَمَجْنُـونِ لَـيْـلـى أو كُـثَـيّـِرُ عَـــزَّةِ
فَلَيْسَ سِوَاهَـا مَنْ يُـداوِي جِـراحَنَـا   وَلَيْـسَ سِـَواهَــا مَـنْ بِقَلْبِيَ حَلّــتِ
سَأذْكُرُها ما عَـنَّ في القلبِ خاطِــرٌ   وّأذْكُـرُهَـا في كُــلِّ حيـنٍ وَسَاعَـــةِ
سَليـلَـــةُ أحسَـابٍ كَـريمَــةُ مَحْـتـــدٍ  مُعَـطَّـرَةُ الأرْدَانِ فـي ثَــوْبِ عِـفَّـةِ
وَنَجْمَـــةُ أفـــلاكِي وَنُــورُ كَـواكِبِـي  تَتِيـهُ عَـلَـى الـدُّنْـيَــا بِأجْمَـلِ خِلْقَــةِ
يُشَـاهِـدُهَـــا قلبـي بِطَـــرْفِ تَخَيُّلِـي  وَتَسْمَعُهَـا أُذْنِـي بِمَسْمَـعِ فِـطْــرَتِـي
صَرَفْـتُ لَهَـا قلبي عَلَى يَـدِ حُسْنِهــا   وَكُنْتُ أنَا المَشْبُوبُ مِنْ نارِ صَبْوَتي
وَمَا بَرِحَتْ نَفْسِي تَعيشُ عَلى المُنى  أرُوحُ وَأغْــدُو وَمَـا عُيُـونِـيَ قَــرَّتِ
أُثْنِـي عَـلَيْهَــــا مِــنْ فُـــؤَادٍ مُـتَـيَّــمٍ   بِـكُــلِّ لُغَــاتِ الأرضِ وَكُــلِّ لَـفْظَـــةِ
لأِجْمَـعَ شَمْـلَ الــوُدِّ إذْ كــانَ بَيْنَـنَـا   وَأُرجِـــعُ مَـاضينَــا مَـواسِــمَ لَــذَتِـي
شـعـر : سـعـيـد تــايـــه
عمان _ الأردن
4/2/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق