الثلاثاء، 24 مارس 2020

إلى تشيخوف للأديبة فاديا الصالح

إلى تشيخوف 
بقلم ااشاعرة فاديا الصالح
دعني أكتب لك يا تشيخوف .فأنت يا صديقي لم تدرك بعد مرارة الكتمان ..دعني أعبر لك عن قسوة الأحلام في ظلمة الأيام  ..و تعثر الدروب في خطوات العابرين ..
كل منا يعي مرارة الفقد ..و لكن هل جربت مرة أن ترتطم ملامحك الشجية بعبارة''ممنوع الدخول''
ملامحك التي لن تقوى على مغادرة محيا من تحب و ربما تكون المغادرة قسرا ..فأنت لن تجد مهربا يقودك إلى ربوع القرى لتزاحم العصافير في باكورة يومها ..و تشاطر عزف نايات الرعاة ..كل الربيع في نيسان لن ينسيك لمعة البسمة التي تحيي فيك الحياة من ذاك الإنسان الذي يرقد في غرفة معزولة كُتب على بابها ''ممنوع الدخول''
قل لي يا تشيخوف  علي أداوي روحي الضالة عن جادة الصواب ..لتستسلم لما هو آت :
هل نحيا بربيع كانون ؟ 
هل تعود الطيور أسرابا  في تشرين لتعانق دفء أعشاشها الأولى؟
هل تمشط الأمطار مسارات الروح ؟
و هل للبعيد أن يعود يوما ؟ و هل للحب أن ينمو في بلاقع جرداء؟ 
و هل لسيماء من نحب أن تتفشى داخلنا مثل شعورنا بالفرح أو الحزن ؟ 
أعتذر منك يا سيدي العزيز...فأنا امرأة بلهاء ..لا تجيد سوى التلاعب بالأحرف و رصفها ..لتغدو العبارات حِبالا لا تقوى على حمل معانيها... أعذرني أن أطلت عليك الحديث ... و لكن أود إخبارك أنني أفتقدك و أفتقد مرآك و أفتقد ذاك الحب الذي شلّ قبل آوانه ..
و كبلته الحدود ..و بعثرته صفارة القطار التي لم ترحم دموع المودعين في المحطة . ..
هل لي أن ألقاك ؟ بعد أن فقدتك و للأبد ..! بعد أن نأت خطواتنا في أزقة الحياة !
هل لي أن أشتمك ذكرى لتخرج من كلماتك و أشعارك ..فاحتضنكَ مرارا؟
أكتبُ إليك يا سيدي  حبا ..و نبضا ..
و ألمُ فقدك يأكل قلمي ..ويدمي معصمي و يستبيح صفحاتي ..

فاديا الصّالح/سوريا/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق