الاثنين، 4 مايو 2020

كن عذب إذا أملح الماء للشاعر غسان إبراهيم

بقلمى غَسَّان إِبْرَاهِيم 

كُنّ عُذِّب إذَا أَمْلَحَ الماءُ 
كالندى يُسْقَى زُرُوعٌ الزَّهْر 
وشهم مَا النَّوَازِل أَتَت 
تُزَفّ بصخبها نَوَائِبُ الدَّهْرِ 
وَرَعْدٌ إذَا غَابَ الْمَطَر 
تَلَجَّم السَّحَاب بِسِيَاط الْعِبَر 
وَأَنْصَح كُلّ تَائِه بِرُشْد 
مَا غَابَتْ عَنْهُ نَصَائِح الْبَشَر 
وَجَوَادٌ بِعَزْم لَا تَلِين 
فَالْجُود مِنْ شِيَمِ الْخَيْر 
وَصَلُب عِنْدَ الشَّدَائِدِ 
فالصالحين جلادهم يَذْكُر 
وَبَاب مَا رِيَاح الْغَدْر أَسْرَعَت 
تقطف بَكْر هَا كُلّ النَّضْر 
وَسَاقَى للظمئ مِن سَرَابٌ 
يَزِيغ الْعُيُون وَيُعْمَى الْبَصَر 
وداووي كُلِّ دَاءٍ عُضال 
أَوْجَعَ مِنْ ألالامه الصَّبْر 
وَلَا تغتاب عَرَض بظنك 
فَرُبَّمَا كَانَ خَيْرًا لِصَاحِبِه يَنْتَظِر 
وَإِنِّي بِنَفْسِك عَنْ كُلِّ شُبْهَةٍ 
فسوء الظَّنّ بَلَاءٍ مُنَفِّرٍ 
وَلَين بِحَدِيثٍ مَا سرداته مُبْتَسِمٌ 
فالروح لِلرُّوح بَلْسَم مِنْ الْقَهْرِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق