أنا و مدينتي
بقلم الشاعرة أوليف سرور
أنا وأنت قصيدة شعر
اتمرجحت بمداد الوفاء فوق السطور
اسمك اخترق الضلوع واستوطن
زرع بالقلب نبتة حب ستكبر
اسمك كتب بحروف سماوية وليس بالأبجدية
بمداد سرمدي لايزول ولا يكرر
الحاء حماها الله من عين الغدر
والميم منى القلب والروح لمن بها مر
الألف ام الأصايل والأبطال
والتاء تربة الخصوبة والسلام والتبر
تلك المدينة الصامتة المتألمة
ليس لنطقها مسامع وليست لها حناجر
أنا وأنت روح لها قلبان
ينبض كل منا لسورية بالحب والبر
انا وأنت توءامان وأمنا سورية
أنت القلب لها وأنا نبضي منها بالمختصر
يجري في دمي الصباح والمساء
من ربوعها مع أناشيد الأطيار
وحب نواعيرها ينبض في الوريد
يرسل للعاصي وبردى الحب الكثير
وإن اشتاقت عين الشام لربا الشهباء
فيجب أن تتبارك من العاصي عند العبور
ياحماة ياقلب سورية جمعت الحب للجميع
كمطر يرسل الخير أينما انهمر
إن زارك الغرباء يتوقفون عندك
وتكونين كأم حضنها دافئ للزائر
وابوابك غير مغلقة ومفتوحة للجميع
كالشمس تمنحين الدفء بحبال النور
سيبقى بيني وبينك رباط القلب
والعشق القديم والليل الندي المعطر
فحكايتي أنا وأنت لاتسعها الكتب
ولاترسمها السطور ولاتترجمها العبر
هي ولادة واحدة و روح واحدة
حب روحي ولا علاقة له بالبشر
فأرى العاصي أوراق عطرة
كتبت أسطرها بماء الزهر
يحاول الغريب قراءة السطور
فيتعلق بالمدينة وتنال منه السحر
حيث يهمس الماء للزائر
عن أمجاد و بطولات المدينة بالسر
ويمر النسيم ليسمع الهمس
فيهدي المكان عذوبة وسحر
ويطل الفجر عليها مبتسما
ويمد أياديه يعانق الربا والزهر
يسعد القلب فيبتهج ويرقص
مع انين الناي وبديع المنظر
فهي كشجرة عانقت اغصانها
كل المدن
وطرحت من ثمارها الود والخير
لله در ساعات الأصيل عند لقياها
تعانق بشوق وحنان العيون الحور
وللمساء حكاية مع ضوء القمر
وتنهيدة قلوب متوثبة للعشق والسهر
مازلت مني توأم الروح والجسد
فأنت للقلب النبض وللعين النظر
وأنا سارحل وستبقي أنت
تثمرين من كل حبة قمح بسمة ثغر
حماة ستبقي للعالم مرآة الأمل
و أم تحضن في ثناياها عبير الزهر
أوليف سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق