قصاصات شعرية ٥٢
بقلم الشاعر محمد علي الشعار
تعلمتُ أن أبني فؤاديَ قريةً
وارفعَ من طيني بيوتَ محبةِ
أمُدُّ على دمعي ضلوعي قناطراً
وأزرعُ أحداقي سنابلَ مُهجتي
--
على كلِّ غصْنٍ في الخضارِ تميدُ
وفي كلِّ جنحٍ للفراشةِ عيدُ
تلظّتْ بأضلاعِ القصيدةِ جمرةٌ
وعندَكِ ما عندي هناكَ أكيدُ .
--
ولا تزرعِ الدربَ القديمَ بشوكةٍ
لعلّكَ يوماً سِرتَ بالدربِ حافيا
ولا تحسبَنَّ الظلَّ يُخفي نخيلَه
فلا شيءَ تحتَ الشمسِ يُبقيهِ خافيا .
--
لمستِ أعلى شفيفِ الروحِ أُنملةً
وها هوَ الماءُ فوقَ الماءِ يبتسمُ
وتنظرُينَ إلى المرآةِ قافيةً
تمحو خيالاً بجَفنيها وترتسِمُ .
محمد علي الشعار
٢٦-٥-٢٠٢٠
سأُعطيكَ روحاً فوقَ روحي وخافقي
لترسِمَ من كِلْتيهِما دمعَ ناظرِي
وخذْ من دمي قطْرَ الشقائقِ فائراً
وغمِّسْ بنانَ البُرْءِ في جُرحِ شاعرِ
تهشُّ على غيمٍ بضلعِيَ ساقياً
ويشربُ من ثغرِ اليراعةِ طائري
أعِرْني شِراعاً للطفولةِ تزدهي
بياضةُ أوراقي وحبري وخاطري .
محمد علي الشعار
٢٧-٥-٢٠٢٠
عيوبُ الجسمِ يسترُها القُماشُ
وعيبُ العقلِ يكشِفهُ النِقاشُ
فطرِّزْ صمتَك الذهبيَ فناً
على شفتيكَ يأتلقُ الفراشُ
---
لكورونَ نابٌ في البلادِ مُسلَّحُ
ونحنُ بأواهامِ التشتُّتِ نسبحُ
فلا خوفَ بعدَ اليومَ يحرثُ مُهجتي
ولستُ إلى تيهِ التوجُّسِ أنزحُ
سأبقى جَسوراً في الحياةِ مُصارِعاً
وموتي بحلْباتِ الشجاعةِ أرجحُ
إذا ظلَّ من عمْري المُبَدَّدِ لحظةٌ
ستبقى على بابِ المنيةِ تُذْبحُ .
--
لا الماءُ ماءٌ ولا الأيامُ أعيادُ
وربما كفرت بالنارِ أعوادُ
لم يبلغِ الصمتُ تحتَ الدمعِ ذِروتَهُ
أسىً ولم ينجُ بالشطآنِ من نادوا
وهؤلاءِ الذينَ الأمسِ نعرفُهم
ظلّوا صدىً ضائعاً راحوا كما عادوا .
--
محمد علي الشعار
٢٧-٥-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق