خازوق الحكماء
بقلم الشاعر صلاح محمد الصالح
أرتميت في احضان الوطن
ذهبت بكل اتجاهاته
احصيت جميع الشوارع
وأحصيت الكثير الكثير
من أرصفة باتت خارج الخدمة
وتعثرت بالكثير الكثير
من الشفاه المرمية عند حوافها الوردية
وقلوب مقمّرة على حطب منهوب
نهبته أيادٍ لا تعرف البرد
بحثتُ عن آلة ناسخة لا تتحيز
لأنسخ من جديد بعض ألسنة الحكماء
لملمتها عن ضفاف الأنهار
وشواطئ البحار
تشبه في لمعانها جمال الصَدف
ومذاقها كما المحار
قَطرا و دهاء...
قمت بتحليلها
وجدت فيها ما يشبه آثار لخازوق
سقطت من عليه...
بحثت عن شيء اتملكه كما تملكني
تراب او شجرة او عامود كهرباء
او حتى حاوية قمامة مرمية بكبرياء
قمت بفحص ..الحمض اليومي.. لنفسي
والنتيجة مبهرة
فواتير مشكلة بكل طعم ولون
تعرفني ولا أعرف هويتها
فواتير كثيرة تعرف تفاصيل وجهي
وأعداد الشقوق في كفيَ
ترصد الملح في طعامي
وتعلم ساعات صيامي
قال جدي الذي لا أعرفه
ليس كل ما يلمع ذهبا
فعلمت انه ليس كل من يتنفس
هو على قيد الامل
وفي زوايا وطني شاهدت وسمعت
عن ام لا ترتدي حمالة صدر
ليس لانها تهوى ذلك
وعن اب لا يلبس شيئا تحت بنطاله
ليس لأنه يحب ذلك
وعندما رأيت علمت أين فُقدت تلك الأشياء،
طفل يلبس ما فقد أباه دون شيء آخر
وطفلة تلبس ما فقدت امها دون شيء آخر
...إنه خازوق الحكماء
ساعة آذان المغرب....
ساعة إعلان العدس المهجن ساعة النفير
تقترب من دورانه أيام العيد
ليفُطر الشهيد على بعض دمه
وتُهجر الأيام من جبهة الفقر إلى جبهة الفقر
ليعود المُسحر بأفكاره الطارئة
على مائدة تخشى الوباء
فقد بات لكل حبة تمر ثمنا آخر
ولكل قُبلة تهمة أخرى
غير أثمان شربة الماء ...
ربيب الروح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق