الاثنين، 4 مايو 2020

خازوق الحكماء للشاعر صلاح محمد الصالح

خازوق الحكماء
بقلم الشاعر صلاح محمد الصالح
أرتميت في احضان الوطن 
ذهبت بكل اتجاهاته
احصيت جميع الشوارع 
وأحصيت الكثير الكثير
من أرصفة باتت خارج الخدمة 
وتعثرت بالكثير الكثير
من الشفاه المرمية عند حوافها الوردية 
وقلوب مقمّرة على حطب منهوب 
نهبته أيادٍ  لا تعرف البرد
بحثتُ عن آلة ناسخة لا تتحيز 
لأنسخ من جديد بعض ألسنة الحكماء
 لملمتها عن ضفاف الأنهار 
وشواطئ البحار 
تشبه في لمعانها جمال الصَدف 
ومذاقها كما المحار 
قَطرا و  دهاء...
قمت بتحليلها 
وجدت فيها ما يشبه آثار لخازوق 
سقطت من عليه...
بحثت عن شيء اتملكه كما تملكني 
تراب او شجرة او عامود كهرباء
او حتى حاوية قمامة مرمية بكبرياء
قمت بفحص ..الحمض اليومي.. لنفسي 
والنتيجة مبهرة
فواتير مشكلة بكل طعم ولون 
تعرفني ولا أعرف هويتها
فواتير كثيرة تعرف تفاصيل وجهي 
وأعداد الشقوق في كفيَ
ترصد الملح في طعامي 
وتعلم ساعات صيامي 
قال جدي الذي لا أعرفه
ليس كل ما يلمع ذهبا
فعلمت انه ليس كل من يتنفس 
هو على قيد الامل 
وفي زوايا وطني شاهدت وسمعت 
عن ام لا ترتدي حمالة صدر 
ليس لانها تهوى ذلك 
وعن اب لا يلبس شيئا تحت بنطاله
ليس لأنه يحب ذلك 
وعندما رأيت علمت أين فُقدت تلك الأشياء،
طفل يلبس ما فقد أباه دون شيء آخر 
وطفلة تلبس ما فقدت امها دون شيء آخر
...إنه خازوق الحكماء 
ساعة آذان المغرب....
ساعة إعلان العدس المهجن ساعة النفير
تقترب من دورانه أيام العيد 
ليفُطر الشهيد على بعض دمه
وتُهجر  الأيام من جبهة الفقر إلى جبهة الفقر
ليعود المُسحر بأفكاره الطارئة
 على مائدة تخشى الوباء 
فقد بات لكل حبة تمر ثمنا آخر 
ولكل قُبلة تهمة أخرى
غير أثمان  شربة الماء ...

ربيب الروح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق