بقلم الشاعر جهاد المهايني
_طفل و دم و حجر _
انطلق الموت من أفواه البنادق....
و امتزج الدم بالصرخات....
اصطدمت الحجارة بالرصاص...
و راحت تصارع الباطل....
تهشم معالم الاحتلال....
وفي الفضاء....
تبعثرت شظايا الحق....
و صرخة طفل يستغيث....
عبرت الفضاء....
مزقت المجرات....
صرخة تناجي الواحد الأحد... أنقذوا الأطفال...
احضنوا البراءة....
و قاتلوا الظلم يداََ بيد....
خيم الصمت....
و غادرت الروح....
القلب والجسد....
و صوت غاضب من بعيد....
ينادي....
مات الولد.....
مات ولم ينجده أحد....
تضرعت الأرض إلى ربها....
تسأل الجبال....
و غابات الليمون والبرتقال....
مزيداََ من الحجارة....
مزيداََ من الشهداء...
توقف الزمن للحظات.....
و زفَّت ساعة الشهادة....
فلا الدموع تكفي....
أن تحكي مأساة الأقصى...
و لا الموت قادر....
أن يفك قيد الأرض...
صبراََ يا فلسطين صبراََ....
صبراََ ياقدس....
غداََ ستشرق الشمس...
و يأتي نهار آخر....
غداََ تستيقظ الحجارة....
و تبحث عن أطفال و رجال...
تبحث عن أبطال....
أبداََ لم يعرفوا النوم....
تحلم عيونهم محملقة في السماء...
تثأر للأرض و للشهداء...
غداََ... تعود الروح...
و تحضن أجساد الأطفال...
غداََ... ينهض الرجال....
بثياب مضمخة بالدماء...
و ستلد الأرض حجارة حمراء
غداََ... يأتي الشتاء...
وستمطر السماء....
حجارة و دماء...
غداََ سيجتاح البرد....
أشلاء المدينة....
و يجلس الأطفال بغضب...
خلف مستوطنة تحترق....
رافعين أكفهم نحو السماء... يتلون صلواتهم....
يدفؤون أجسادهم.....
غداََ... يأتي الربيع...
وتثمر الأشجار....
برتقالاََ و حجارة و بقاء....
و تسأليني من يكون.....؟
ذلك الجسد المرفوع....
على الأكف يعانق الحجر...
هو حبٌ... هو طفل.ٌ...
يناشد القدر.....
هو عشق الأرض...
هو شمس الغد....
هو سيف اغتالته يد الغدر...
و تسأليني من يكون.....؟
ذلك الجسد الذي يحضنه العلم....
هو ابن كل الأمهات....
هو ابن فلسطين...
هو ابن الأرض....
هو ابن وطن لا يلين....
هو الدم و الثأر.....
هو طفل الصامدين........
بقلم: جهاد المهايني_دمشق
الأربعاء 2000/11/10
كل الشكر لأسرة منتدى نبض القلم للشعر والأدب لتوثيق قصيدتي __ طفل و دم و حجر__مع خالص الحب لإدارته الراقية
ردحذف