عزفٌ على شُرفات الهوى
بقلم د. بسام سعيد
يُعاجِلُني الحنينُ
إلى عُبِّ نخلةِ العُمرِ
دانية القطوفِ
شهيّةُ الطّعمِ حلوةُ المذاقِ
***
كطفلٍ يلوذُ في عُبِّ أمّهِ
من حرِّ الصّيفِ وبَردِ الشّتاءِ
كفراشةٍ تغفو على ثغرِ دُفلى
في ربيعِ العُمرِ
توقِظُها خيوطِ شمسِ الشّروقِ
تُراقِصُها ريداتُ الهواءِ العليلةِ
في صباحات الياسمين
وجوريّ آرام التّليدةَ
وعوسجِ كنعان الوصالِ
وأقحوانِ فينقية إدونيسَ الشّهيدِ
على ثرى بنتِ جُبيلٍ
أفروديتَ الهوى العذريّ
في سالفِ العصورِ
وعناةَ الجليل مُهابةَ الحضورِ البهيّ
وعشتارَ الرّافدينِ
وتودة توبقال
وحيزيّة سعيّد
والعاشقينَ الأبرار على مرّ الزّمانِ
***
يتخطّفني الحنينُ
على راحةِ نسيمات الشّمالِ الوادعةِ
إلى شُرفاتِ الهيامِ المُبارَكةِ
بذكرِ الحبيبِ
***
يُنازعُني الشّوقُ إلى أسوارِها المنيعةِ
وطلّ النّدى على عرائشِ الجوريّ
وكرومِ الّلوزِ والتّين
والصّبّأرِ
***
يُغالِبُني الشّوقُ إلى صدرِ أمّي
العامرِ بالدّفءِ والحبِّ
والحنانِ
في مواسم القحطِ والجوعِ
والحرمان
***
يُنازِعُني الهوى إلى سناءِ شموعِها
في ليالي الأنُسِ المُباركةِ
بالوصلِ
***
يُشيّعُني الوجدُ إلى واحاتِها الغنّأءِ
في الفصولِ الأربعةِ
أرنو إلى مقلتيها
في الأوقاتِ السّبعةِ
عروسُ الكونِ البهيّةِ
يبوسُ القداسةِ
بيتُ خُبزِ الجياعِ
مهدُ الكلمةِ
أقنومُ الأبديّة المُشتهاة
د. بسّام سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق