(حِبرٌ ناطِق )
بقلم ااشاعر بسام الأسبر
سَكَبتُ نفسي مِداداً شفَّهُ الورَقُ
وكادَ من وهجِ ذاكَ الحرفِ يحترقُ
تشكو الغُلالاتُ في روحي مواجِدَها
ويُلقي فيها على غَلوائِهِ الأرَقُ
أما شعرتِ بِلفحٍ من حرارتِها
ومسَّ حوبائَكِ من لَسعِهِ الألَقُ..؟!
رحلتُ فيها بأنفاسي وخاطِرَتي
لعلّني في مضامينِ الجوى نَطِقُ
أُذْنُ المُحبّينَ سَمعى صوتَ وامِقِها
عَبْرَ الحروفِ وتستوحي وتعتلِقُ
وعينُهُمْ في انجِلاءِ اللّبْسِ فاحِصَةٌ
تَلِمُّ بالهُدبِ ما تستنبِطُ الحَدَقُ
يا غضّةَ الروحِ طيفُ الروحِ واصَلَني
من عتمَةِ الحِبرِ مُنسلّاً فيختَرِقُ
شَمَمتُ فيه نَسيماً من نَسائِمِكِ
وضوّعَ الفلُّ والمنتورُ والحَبَقُ
وراحَ يحكي على مَهلٍ لواعِجَهُ
فَزاحَ عن خاطِري المُستَوحِشِ القلقُ
يا للطيوفِ التي تُحيي زيارتُها
ممّا يُعاني بأسهارٍ له الوَمِقُ
كم يمتطي الشوقُ أحلامي فأنقُلُها
إلى يراعي كَمَنْ للوَعدِ ينطَلِقُ
أخافُ منكِ مُثولاً قبلَ موعِدِهِ
فأستَبينُ حبيباً فاتَهُ السَبَقُ
وكم نَطَرتُ لِساعاتٍ تَخاطُرَكِ
وكِدتُ في رُدهَةِ الإصغاءِ أنفَلِقُ
أدمنتُ عَبْرَ انسيابِ الشوقِ مَرصَدَكِ
وما لِقَلبي عن الميعادِ مُفتَرَقُ
كأنّني رهنُ مِهتافٍ بِخافيَتي
يَزِقُّ بوحَكِ إسراراً ويستَرِقُ
يظلُّ رَوقُ الصِبا بَضّاً تُراوِدُني
طيوفُهُ بِشَبابٍ كلُّهُ نَزَقُ
بعضُ الكلامِ تُحيلُ العُمرَ طاقَتُهُ
إلى يَناعٍ ولا يجتاحُهُ الخَلَقُ
تَمورُ فيه لُباناتٌ مُنَضَّرَةٌ
بالمُترَفاتِ ويسري العِطرُ والعَبَقُ
لو ضاقَ أُفْقٌ على حلمٍ يُماحِكُني
تمطّى فحوى بِمَخطوطٍ لكِ الأُفُقُ
إنْ كانَ لا حولَ في اللُقيا فقد حَمِقوا
لولا التواصُلِ عَبْرَ الحرفِ من عَشِقوا
شعر: بسام الأسبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق