الثلاثاء، 2 يونيو 2020

لحظة وداع الشاعر بسام الأسبر

(لحظةُوداع )
بقلم الشاعر بسام الأسبر

أزفَ النوى وتسمّرَتْ أحداقي 
           في ناظِرَيها وأدمَعَتْ أماقي 
وتصعَّدَتْ زَفَراتُ صدري مودّعاً 
            صهبائَهُ وتَسَعّرَتْ أشواقي 
لمّا مَدَدتُ يدي إليها مُصافِحاً 
            بَدَرَتني في ضمٍّ وطولِ عِناقِ 
وكأنَّ روحاً باشَرَتْ سَكَراتَها 
            فتعلّقَتْ من خوفِها بِوِثاقي 
ما كنتُ أحسَبُ أن تمُرَّ هنيهَةٌ 
            تُمسي القلوبُ فريسةً لِفِراقِ 
ودّعتُها والقلبُ يعصُرُهُ الأسى 
            ومشاعري سَكرى من الإرهاقِ 
مازالَ يَعلَقُ في ثيابي عبيرُها 
            ويَغِلُّ في الأكمامِ والأطواقِ 
والعقلُ غيرُ مُصدّقٍ فِقدانَها 
            هل يستقيمُ العيشُ دونَ تلاقِ...؟!
ما أصعبَ اليومَ الذي فارَقتُها 
             قد كانَ فوقَ جَسارَتي ومَطاقي..!!
لكأنّي في جسدي وروحي تسرَّبَتْ 
             خلفَ الحبيبِ قَمينَةً بِلَحاقِ 
والذكرياتُ طَفوقَةٌ بِخواطِري 
             ما يَقنَعَنَّ بِجَفوَةٍ وطَلاقِ 
صبغَ الحنينُ شمائِلي بِوَفائِهِ 
             وأبَتْ على سَلوائِها أخلاقي 
وتَشرَّبَتْ أَلَقَ الخيالِ طيوفُها 
              وتبرَّجَتْ كالشمسِ في آفاقي 
أدمنتُ ذِكراها وبِتُّ أسيرَها 
             لا أبتَغي من أسرِها إطلاقي 
صِرتُ المريضَ على البِعادِ وقربُها 
            لو أنصَفَتْ أقدارُنا ترياقي 

شعر:     بسام الأسبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق