(حبٌّ مثلوم )
بقلم الشاعر بسام الأسبر
جَلَسَتْ وفي سيمائِها كَمَدٌ وفي عينيها ضيقْ
واسترسَلَتْ وبياضُ أسنانٍ يعضُّ على العقيقْ
لَعِبَتْ بأحمرِها الشِفاهُ فَصوَّحَتْهُ وسالَ ريقْ
وكأنَّ في أحداقِها الخَفِراتِ قد شَعَلَ الحريقْ
فوددتُ لو أحزانُها عَبَرَتْ إلى قلبي الرفيقْ
فَلَرُبَّما ترتاحُ من أشجانِها أو تستفيقْ
........ .......... ......... ........
للعشقِ في زمنِ الجفافِ كما الصحاري
لونُ السرابِ ويظمأُ السارونَ في كنفِ القَفارِ
صَبَغَتْ شمائِلَهُ النِزى وتشرَّكَتْ سُبُلُ المسارِ
وجلى عن القلبِ النقاءُ ولم يَعُدْ عَفَّ الإزارِ
تتصارعُ الرغباتُ لاهثةً وتمضي إلى انتحارِ
ويغيبُ وجهُ الصدقِ في البوحِ المُوارِبِ والمُداري
زِيفُ المشاعرِ يستبيحُ الوصلَ في زمنِ السراري
الحبُّ مازَجَهُ انغِماسُ الشوقِ في وَضَحِ النهارِ
قد غابَ نفحُ الهمسِ والوجدِ المُبرِّحِ والسُكارِ
ولواعجُ العُشّاقِ قد بَرَحَتْ وأطيافُ الحواري
الحبُّ قد فقدَ الوميضَ فأينَ بارقةُ النَضَارِ..؟!
لا روضُهُ ألِقٌ وسُندُسُهُ تعرّى من الخَضارِ
نَعَبَتْ على أطلالِهِ الغُربانُ في موتِ الكنارِ
........ ........... ........ .........
الحبُّ ياامرأةً أناخَ سلامَها الليلُ الطويلُ
هَجَرَتْ عنادلُهُ فما في أيكِهِ الظلُّ الظليلُ
شِربينُهُ عَطِشٌ فلا سُقيا وليلكُهُ ذَبولُ
لا قيسُ في رُدُهاتِهِ يشكو الغرامَ ولا جميلُ...!!
لا فيه صِدقُ الأنّةِ الحرّى ولا الحِسُّ النبيلُ
فَقَدَتْ مناهلُهُ الزُلالَ وغادرَ النسغُ البليلُ
ماعادَ فيه تواصُلٌ عَفٌّ ولا روحٌ بتولُ
الحبُّ مثلُكِ نازحٌ متوجّعٌ تَعِبٌ ذليلُ
الحبُّ مثلُكِ في زمانِ الزيفِ منكوبٌ قتيلُ
الحبّ ياسيّدتي والعفوَ منكِ هو القتيلُ
..... هو........ القتيلُ
شعر: بسام الأسبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق