الاثنين، 6 يوليو 2020

ماذا لو أعدمت الحرب للكاتبة إسلام محمود النويري

ماذا لو أُعدمت الحرب؟!
بقلم الكاتبة إسلام محمود النويري

وماذا لو كانت الحرب رجلاً، وكانت ذات جسدٍ  وكان الرصاص والقنابل بشراً ؟! لأقمنا لهم محكمة عادلة وعلقناهم على مشانق الموت ،وعاد الحبيب إلى حبيبته وعاشا بأمانٍ بعيداً عن رائحة الموت التي تزكم الأنوف ، ورجع الأب لأولاده واحتواهم بحنانه وكل ليلة يروي لهم قصصاً  وسط ضحكات تتعالى، ومات القلق في قلب عروس ذهب عريسها لأرض المعركة وعاد لها من جديد فرجعت بسمتها  من جديد وغابت عنها مشاعر خوف الفقدان.
ماذا لو كان الخوف وهماً والإحساس  بالفقدان سراباً ؟ لصنعنا من الياسمين إكليلاً اسمه الأمان وقلنا للعالم : لا تخف ففي الأرض مات الخوف وحلّ السلام ، لمسحنا دمعة طفلة وأعدنا لها بسمتها المفقودة ، ما بال البشر وكأن بعضهم يشتهي دم أخيه ويتلذذ  به  ويشعر بالنشوة وهو يتجرع كأس دم من دماء الضحايا ؟ ما بال الأرض أصبحت تضيق بنا ذرعاً حتى أصبح هاجس الرعب مرافقاً لنا؟!لقد رأيت الياسمين ذابلة بعدما اختلط به دم طفل شهيد، وشاهدت إمرأة ًجالسةً فوق ركامٍ منزلها في  يوم عيد، وفي البعيد أسرة تواري عورتها بخيمة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف الشديد.
ويبقى حلمنا أن نستيقظ يوماً على خبرٍ مفاده أن البشر زرعوا وروداً بدل القنابل ، وحباً بدل الرصاص، وأصبحت فوهة البندقية ثنتر عبيراً بدلاً من طلقات الموت ، ماذا سنخسر حين نملأ الأرض سعادة ؟ لاشيء..
#إسلام_محمود_النويري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق