الثلاثاء، 7 يوليو 2020

فقر وحرب للشاعر محمد أحمد الديم

فقرٌ وحرب
بقلم الشاعر محمد أحمد الديم

فقرٌ من الحربِ أم حربٌ من الفقرِ ؟!

           كِلاهما صائبٌ أم كيفَ ؟ لا أدري !! 

الفقرُ يوهمُ مُحتاجًا ليُخرجهُ

            من لجّةِ العُسرِ والبأسا إلى اليُسرِ

فكم عُروضٍ على المحتاجِ قد عُرضت

              أقلُّ عَــرضٍ إذا ما قِســــتهُ مُــغْرِ

يمسي الضّعيفُ على أحلامهِ جذِلًا

           فالوهمُ يُسكِرهُ - حتمًا - بلا خمرِ

المالُ يُغري فيُغوي من يُعاقرهِ

          تأثيرهُ في نفوسِ البعضِ كالسّحرِ

والحربُ تُفقرُ مَيسورًا فتدفعهُ

          من قِمّةِ اليُسرِ والنّعما إلى العُسرِ

لو ينظر المرءُ في أحوالِ أمتنا

                مُؤشراتُ البنا أدنى من الصّفرِ

كم أحرقَ الحربُ أوطانًا بجذوتهِ

               والشّعبُ يشقى بحالٍ مؤلمٍ مُزرِ

النّار تَشعلُ في أرجائهِ زمنًا

       في البرِّ في الجوِّ في الشُّطآنِ والبحرِ

الشّعب في حيرةٍ مما دهاهُ فهلْ

       يعيشُ فوق الثّرى أم باتَ في القبرِ ؟!

أن يُحدثِ البؤسُ شرخًا في مَشاعرهِ

             فالبأسُ يكسرهُ من فقرةِ الظّهرِ

لكنّهُ مؤمنٌ باللهِ مُحتسبٌ

          ما خابَ مَن نهجُهُ في سُورةِ العصرِ

مهما يطول الدّجى في بلدةٍ لُفحت 
   
            سيرقبُ النّاسُ فيها بَلْجةَ الفجرِ
***
محمد أحمد الدِّيَم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق