يغور المكان في ....
بقلم الأديبة لمياء بولعراس
يغور المكان في تفاصيلك ،ينحت فيك بدايات بعثك
الأوّل،تضيق بك الثّنايا الموغلة فيك لتقتادك للصّيحة الأولى حيث حلّ وجوده الأغرّ المنتظر لمثولك بين نبضاته ،تراودك شغافه عن بعض بعضك لتزرعك في ذاك الأديم ، فسيلة في ثراه ،تتجذّر فيه دون انبتات ، تتخفّى أنّاتك في أفنان غرسه ،زيتونة مباركة احتفى زيتها بأمثولة اللّقيا الأزليّة ، يتناثر ملحك في تلك البقاع ،يزيل عنه شوائب الحمل العتيد ، يخفّ بك ليثقل كيانك بجبروت حلوله فيك ،تترامى على أطراف ريحه الصّفصف، تنبثق في كبرياء مع هبّة وعده الصّوان، تكابد اضمحلالك لتبزغ شمسه ،تشعّ أنواره لينصهر جليدك مع توهج خطاه فيك.
يغور المكان في تقاسيمك فيزهر بياضك ببتول سمرة قمحه ،تطوّق سنابله جدائلك ، هي تيجان تثبّتك في سلطنة
عرشه المجيد ،تنصبه في أعالي تلّة كبريائك ، سماقته المشبعة بوميض لواحظك تخاتل نشوانة عبقه فيك،
ترشف عسله لتتذوّق ثمالته بشفة محت عنك حنظل دهور لك في تلك البقاع أحلام راودتك عن نفسك ، نفاستها من شجر التّوت المحلّى بعرق اهتزازاته ، تتعرّى أغصانه لتتلبّس بسديم نشأتك فيه ، تكسى بأوراقه ،تخضرّ حين
تمتص ّزلاله وتذبل حين تجرّد من حفيف همسه .
يغور المكان في كيانك ، ينمحي معه تاريخ ميلادك في تناسل كوني يمرّر للحياة سرّ بقائها ، تحمل طفله الوليد من محكّ نخاع جاثم في تلك البقاع الماثلة فيك ،تنطلق من جوري أراضيه لتلحق سماءه ، تصّاعد لها مناغية إناّه ،
ناجية هناك ..من طلاسم عبثية الوجود ، تعتزل الوهن تراقص غيمه السّخيم في صوفيّة ، تدثّرك بزخّات منه ،
تطهّر ما تراكم فيك من حيف الرّؤى ، يرتوي منشودك من
عظمة وضعه الأوّل، أمّا الثّاني فهو مليكك ،تناسخت فيه روحه بجبلّة خلقك وعثوره عليك ،لم يعد للأمكنة مفازات
غير مفازة استبقائه لك في وشم أضلعه المصبوغة بطين فريد من ذاك المكان ....
لمياء بولعراس
بقلم الأديبة لمياء بولعراس
يغور المكان في تفاصيلك ،ينحت فيك بدايات بعثك
الأوّل،تضيق بك الثّنايا الموغلة فيك لتقتادك للصّيحة الأولى حيث حلّ وجوده الأغرّ المنتظر لمثولك بين نبضاته ،تراودك شغافه عن بعض بعضك لتزرعك في ذاك الأديم ، فسيلة في ثراه ،تتجذّر فيه دون انبتات ، تتخفّى أنّاتك في أفنان غرسه ،زيتونة مباركة احتفى زيتها بأمثولة اللّقيا الأزليّة ، يتناثر ملحك في تلك البقاع ،يزيل عنه شوائب الحمل العتيد ، يخفّ بك ليثقل كيانك بجبروت حلوله فيك ،تترامى على أطراف ريحه الصّفصف، تنبثق في كبرياء مع هبّة وعده الصّوان، تكابد اضمحلالك لتبزغ شمسه ،تشعّ أنواره لينصهر جليدك مع توهج خطاه فيك.
يغور المكان في تقاسيمك فيزهر بياضك ببتول سمرة قمحه ،تطوّق سنابله جدائلك ، هي تيجان تثبّتك في سلطنة
عرشه المجيد ،تنصبه في أعالي تلّة كبريائك ، سماقته المشبعة بوميض لواحظك تخاتل نشوانة عبقه فيك،
ترشف عسله لتتذوّق ثمالته بشفة محت عنك حنظل دهور لك في تلك البقاع أحلام راودتك عن نفسك ، نفاستها من شجر التّوت المحلّى بعرق اهتزازاته ، تتعرّى أغصانه لتتلبّس بسديم نشأتك فيه ، تكسى بأوراقه ،تخضرّ حين
تمتص ّزلاله وتذبل حين تجرّد من حفيف همسه .
يغور المكان في كيانك ، ينمحي معه تاريخ ميلادك في تناسل كوني يمرّر للحياة سرّ بقائها ، تحمل طفله الوليد من محكّ نخاع جاثم في تلك البقاع الماثلة فيك ،تنطلق من جوري أراضيه لتلحق سماءه ، تصّاعد لها مناغية إناّه ،
ناجية هناك ..من طلاسم عبثية الوجود ، تعتزل الوهن تراقص غيمه السّخيم في صوفيّة ، تدثّرك بزخّات منه ،
تطهّر ما تراكم فيك من حيف الرّؤى ، يرتوي منشودك من
عظمة وضعه الأوّل، أمّا الثّاني فهو مليكك ،تناسخت فيه روحه بجبلّة خلقك وعثوره عليك ،لم يعد للأمكنة مفازات
غير مفازة استبقائه لك في وشم أضلعه المصبوغة بطين فريد من ذاك المكان ....
لمياء بولعراس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق