( أفصح الفجرُ )
بقلم الشاعر جاسم الطائي
تيمَّمتُ تُربَ الدارِ إذ أفصحَ الفجرُ
وغالبتُ منِّي الروحَ كم شاقَها الأمرُ
فيا تُربَ دارِ الخِلِّ حَدِّث بأمرِها
وما كانَ من أقدامِها الجهرُ والسِّرُّ
تميسُ ولم يخفِ الخمارُ سناءها
كمثل سحابِ الصيف أنى به القرُّ
وقد داعبَ النسمُ العليلُ ذؤابةً
تَدلَّت غُصيناً زانهُ الزهرُ والعِطرُ
أحدِّثُ منها العينَ أشكو صبابتي
وتلهمُني ما رقَّ بوحاً هو الشِّعرُ
فأعزفُ من نبضِ الفؤادِ ولحنهِ
وأنسجُ من حرفي القوافي بها الدُّرُّ
لتُطرِقَ سمعاً في حياءٍ هنيهةً
ويُردي القوافي ما أجزتُ لها سِحرُ
فأمضي وصمتُ الليلِ يفضحُ خُلوتي
ولم أقترفْ ذنباً ولا شابني النُكرُ
وكلُّ منى روحي أبيتُ على الجوى
وأصحو وما منها صدودٌ ولا هُجرُ
لكم راودَ القلبَ المعنى خيالُها
فأوشكَ أن يُبلي جلابيبَهُ الصَّبرُ
وظنِّي بها في القلبِ حَطَّت على البلى
فأجمِلْ بظنٍّ أن يعودَ به النّضْرُ
ألا أن للهجران جرحٌ وصولةٌ
وجيشٌ من الحسادِ جَنَّدَهُ الدَّهرُ
-------
جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق