الاثنين، 24 أغسطس 2020

الهرولة للكاتب د أحمد محمد شديفات

 بسم الله الرحمن الرحيم

{{..الهَرْوَلَة..}}

بقلم الدكتور أحمد محمد شديفات

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن

الهَرْوَلَة :- هي جرى بين المشي والعَدْو، وللهرولة رمزية ومقاصد نبيلة تنتهي لهدف نبيل وقد تكون خارج المقصد والهدف وعندها تصبح تجديف،

ولنأخذ للهرولة هذا المثال أمنا هاجر مع أبنها اسماعيل للبحث عن الماء فكان زمزم..

قال ابراهيم{{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ

رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}}

فَقَالَتْ لَهُ : آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا ،

قَالَ : نَعَمْ ،

قَالَتْ : إِذًا لَا يُضَيِّعُنَا.

وبدأت تهرول ما بين الصفا والمروءة نحو الخير والبركة فكانت نتيجتها أن رزقت بماء زمزم الدائم بالخير....

أما في أيامنا هذه أكثر الهرولة تجديف وأول ما يتبادر إلى ذهنك الهرولة تهرول نفسيا هرولة إلى الخلف مع أن الناس كلها تنظر إلى الأمام، وهرولتك هذه بدون إرادتك وقد تتعثر وتتقهقر لأن هرولتك عكسية فيها كثير من المطبات والمصاطب والحفر التي لا تراها، وهذه الهرولة غير متأنية وبعكس السير وغير معهوده، فقد كثر المهرولين هروبا من الواقع المرير رؤساء يتبعهم مرؤوسين، ومتعلمين وجاهلين....

فالهرولة العكسية أصبحت ثورة شعبية نركض ونهرول مع الراكضين المهرولين شرقا وغربا إسرافا وتبذيرا وهدرا لكل أموالنا وأوقاتنا دون هدف أو معرفة وقت، ومع هذا وتلك أصبحنا نهرول ضد بعضنا البعض...فحدث التصادم وعدم التراحم فكان الوهن هو النتيجة الحتمية....

كَنَاطِحٍ صَخرَةً يَوْماً ليوهنها *** فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ

أيها العرب في كل مكان أتركوا عنكم الهرولة لغيركم وهروا لأنفسكم وأهدافكم وأبناءكم ونساءكم وعمومتكم تنالوا رضاهم........

فكم من مهرول كأبي رغال مازال يهرول خلف أبرهة الأشرم ذليلا ورمزا للخيانة والغدر رخيصا بخيسا... الأيام قبائل وحمائل وعشائر فردا وجماعات مازالت تنجب أمثال أبي رغال في كل زمان وفي كل مكان، يهرولون أمام ساداتهم عراة مكاء وتصدية فهم عبيد الهرولة...

في الغرب لا غرابة أن تجد امرأة تهرول مع كلبها أو صديقها وتلك مع قطتها وهذا مع قرده...

أتركوا عنكم سفاهة الهرولة غير الهادفة ؟ وهرول كهرولة هاجر بحثا عن هدف وشفقة ورحمة على شعوبكم ومستقبلهم....

فالهرولة الطبيعية تنسجم مع حركة الكون والفطرة البشرية، وتدور مع فلك الكون .......

قال الله تعالى {{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }}

إذن انضباطية الهرولة هو السير وفق مراد الله للوصول لما يرضى الله ورسوله...

ولا تكن كفرس جموح يصعب ترويضها وصعبة المراس...وهذه صفة بعض الناس؟؟؟؟؟؟

تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن...مقالة كتبتها سابقا وجاء وقتها ونشرها،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق