الأحد، 27 سبتمبر 2020

الليل يستبيح قصيدتي الوحيدة للشاعر محمد الأصمعي

بقلم ااشاعر محمد الأصمعي أبو عمر

 الليل يستبيح قصيدتي الوحيدة

يشاكسها يخترق

حروفها حرفا حرفا

يلتهم بلا رحمة

بلا تمهل كي تكمل

القصيدة نهايتها 

يعربد بين حناياها كلصٍّ يزحف نحو بيتا

تسكنه امرأة عجوزا 

ليسرق خبزها 

و ما تحت الحصيرة 

يعبث بأثاث بيتها

لعله يجد شيئا

يسلبه 

للأسف لم يجد شيئا 

فى لحظة قرار

أن تركها تنام

مستريحة

اذا به يرى خزانة

ملابسها لفافة مطوية

فتحها إذا هي وصيتها الأخيرة

صدم حينم قرا

ما فيها

انا امرأة حزينة

الزوج  مات 

و الأبناء تنكروا

لمن اعطتيهم

من عمرها سنين

عاشت أرملة 

و لم تبتغي لها

زوجا 

يبيع و يشتري

فيهم

قضت العمر

سيدة وحيدة

كبرت

كهلت 

و ما للأبناء سبيل

محو عنوان بيتي

سكنوا بيوت عائلات  زوجاتهم 

القريبة 

حذفوا من ذكرياتهم دارهم القديمة

الليل يأتي بسكونه

بوحشته

يكتسب الجدار

صمت قدمه 

الليل صديق

تصاحبا 

يغنيان معا لحن

قاتم الصوت 

عليل 

يا أبنائي 

أياكم أن تموت

موتة الام الحزينة

الدنيا كأس يشرب الإنسان 

ما فيها

هنا بكي اللص

هم بالخروج

سمع سعالا مخنوقا

و صدر يتنفس

بصعوبة

هرب صوب

حجرتها 

رأى المرأة اصفر

وجهها 

ناولها كوب ماء

شربته 

دابت الحياة

فمن ظن أن تلك

ليلتها الأخيرة

قالت : من أنت ؟

قال : اللص

قالت : لست هكذا

انت

قال : لم اكذبك

حديثاً

قالت: اقترب

قصت عليه قصتها

مع الأيام و العاقين

نظرت إذا بدموعه

تجرى  كأنها سفينة 

قالت : اياك يا ولدي ترك امك

تنتظر الموت

وحيدة 

ما تزرعه اليوم

غدا انت له حصادا 

و لو بعد سنين

اياك يا ولدي

أن تكون كالخريف

يأخذ من الأشجار

أيامها ٠٠٠٠٠٠٠٠

محمد الاصمعى ابوعمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق