قصة قصيرة
بقلم الشاعرة هيام الملوحي
التحدي......
في ظروف صعبة نشأت سميرة البالغة من العمر تمانية عشرة عاما ، أسرة مفككة خلاف مستمر بين والديها مما أدى للطلاق . الأب مدمن مخدرات غير مهتم بالأولاد والأم وحيدة تصارع متاعب الحياة لتؤمن مصروف الأولاد ،قررت الزواج من رجل أخر ، لم يعوض حنان الأب كان متسلطا لارحمة ولا حنان .سميرة شابة جميلة قرر بالاتفاق مع أمها تزويجها لأحد أقاربه ...يكبرها بأكثر من عشرين عاما ، رفضت سميرة الزواج وبإصرار والام والزوج أصرا ..قررت سميرة الهرب لتبدأ رحلة البحث عن عمل يسترها من غوادر الزمن . وجدت سميرة عملا عند سيدة مسنة ، هي فرصة ذهبية ستكون بمأمن ..بعد مدة زمنية طرق الباب أحد الشباب عرفها عن نفسه هو حفيد السيدة وما أن دخل البيت خدر سميرة والمرأة نائمة بعد أخذ الدواء سرق المجوهرات والنقود وهرب ...استيقظت سميرة لتجد نفسها محاطة برجال الشرطة دافعت عن نفسها لم يصدقها احد فأصابع الإتهام موجهة إليها ...حكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة أعوام
دخلت سميرة السجن ظلما لم يسمعوا صوتها ولارحمة لدموعها، الأدلة ضدها وبالسجن وجدت مجتمعا آخر مختلفا عن خارج أسوار السجن ، بعض النساء دخلن ظلما وأخريات دفاعا عن النفس وآخريات عاشوا في أمكنة لاأخلاقية وضعن أرجلهن في يؤرة الفساد. سميرة وافدة جديدة للسجن ستكون لقمة للجميع ، شعرت سميرة بخوف شديد وهي التي عاشت وتربت على الأخلاق والفضيلة . اعتكفت بعيدة عن الجميع ابتعدوا عنها عندما أصابهم اليأس ، حاولت أن تطالع كتب استعارة من مكتبة السجن وهي تحمل شهادة الدراسة الثانوية ..زاد علمها واتسعت ثقافتها إضافة لحفظ القرآن الكريم .. بعد ثلاث سنوات خرجت ومعها مخزون كبير من الثقافة والعلم . وبدات عملية البحث عن مكان أمن لها فالسجن أكبر درس لها ، سارت طويلا في الطرقات وصلت لبناء قرأت المكتوب وجدت أنه بناء جمعية لكفالة الأيتام صعدت درجاته وجلست أمام الباب مرهقة عندما شاهدتها إحدى المشرفات ، وقد أنهكها التعب ولمست بتعابير وجهها الطيبة والبراءة ، وشعرت براحة نفسية نحوها عطفت عليها وطلبت من مديرة المركز استضافتها للغد وافقت ودخلت سميرة السكن وعن قرب عرفوا قصتها وما عانته من ظلم وافتراء وأمها ووالدها هما السبب في اضاعة مستقبلها قررت المديرة أن تبقيها بالمركز تعمل عندهم كمشرفة وتدرس الأيتام ....
وتمضي السنوات التي ستقرر النهاية هل ستبقى بالمركز ام سيطرق بابها من يطلب يدها؟
هي لم تفكر بهذا تركت أمرها لرب رحيم ...مايهمها أنها وجدت المكان الأمن
هيام الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق