بقلم الدكتور عماد الدين حيدر
إن غاب شخصك فإن روحي قد جاورت روحك فلا اغتراب
كلماتك قد رسمت شخصيتك وحددت ملامح طبعك وكرست روح نجمك وجوهر معدنك
حتى أمسيتِ حاضرة في وجداني ووجدانك تملكته آثاري فأسرتك حقائقها
فلا تحسبي غيابك عني يثنيني عن ازدياد ودادك أو يضعف بنيان مِلاكي ومِلاكك
قد خط قلم القدر مسارنا ثم ظهرت معالمه في عالم الملك شهوده عيانا إلى أن رسخت صور مظاهره في أذهان العوالم حولنا فلهجت بذكرها ثناء دافعة أقلام الراوين إلى تسطيرها في صحائف النور بأطياف أثيرية مركوزة في خزينة جواهر المعاني فيلهج بها اللسان كلما اعتمر في الصدر جمرات الأشواق لتتلقفها أسماع الغارقين في بحار المعارف فينظموا منها نماذج ليُنثرَ عبيرها فتستقر في مكنون وجدان الهائمين في كل زمان ومكان .
فلا تسعيين في اتباع أسباب الردى فتطيحين بي في هوة الهلاك .
فأنا كعصفور لا أقوى على غياب القرناء فارحمي نفسي ومهيض روحي .
ولا تكوني لي عونا على أن تجتاحنا عوارض الإهمال خشية أن يتملكنا الهوان .
عليك بالتفطن لما أقول عسى أن يتعدانا سوء الإختلاف في قابل أيامنا .
فإن العمر أقل من أن يتحمل الهجر والسلام .
شاعر المهجر د. عماد الدين حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق