الكائن العربي
بقلم الشاعر عادل منسي
الماعز تكثر من حولي
وتزيد وتكبر من حولي الأغنام
وسلاحف جاري
تأكل برسيم الجيران
كان البرسيم لأيتام
يا جاري المتغطرس
كف سلاحفك الرعناء عن الجيران
وألزم كلب حراستك عن النبح طويلا لأنام
أم أن كلابك لا يشبعها شيء حتى الأوهام؟
أوصاك نبي الله بجيرانك
هل كنت سمعت وصيته ؟
أم لم تسمعها؟
أم مر عليك حديث نبي الله مرور كرام؟
جاري يشكوني
أني قصرت فما قدمت له قربان خضوعي
وتناولت غدائي
من دون استئذان وصبرت على الآلام
وتنفست كثيرا
مما يعني أني جاوزت الحد
إذاً لابد وأن أدفع نفقات الأكسوجين وأدفع بدل التبذير
ومن أين سأدفع
وأنا أمعائي خاوية من خمسة أيام
خمسة أيام مرت
دون ضجيج
لم يسألني أحد عن حال عيالي
مرت خمسة أيام
كالأعوام
والمتغطرس جاري
في النوم يغط
وحين يقوم تحيط به الأصنام
إن كانت بلواك بجار فاصبر
حتى يرحل أو يأخذه الله الملك العلام
ينسيني هذا المنفوخ من الكبر الطقس البارد
ينسيني أين تركت كتاباتي
كيف أضعت الأحرف والأرقام
هذا حال العربي بكل بقاع الأرض العربية
كل قضاياه تموت ولا يبقى منها إلا أبقاه له السلطان وما أورثه الحكام
حال العربي كأرض تحلم بالماء فلا يأتيها
وإذا جاء فلا يرويها
فالعربي ضحية وهم قبيلته
وضحية خيمته
وصريع المحبوبة حين ارتحلت خلف العشب
ليسأل عنها أوتاد الخيمة أو يسأل بعر الآرام
من يفهم نفس العربي ؟
ومن يثبر غور فؤاد العربي؟
ومن ينجي العربي إذا ضاع وضل السعي ؟
ومن للعربي إذا فقد العربي عروبته؟
أيجوز له أن يرجع لبدائيته
ولخيمته ولمحبوبته
وشموخ قبيلته
ويفاخر بالقوم الأقوام؟
عادل منسي
كتابة أولية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق