بقلم الشاعر إسراء الشياب
كيف لي أن أنطق بالأسماء والأسماء تقتلني
وينحرف المعنى عن قصدٍ بلا تذكار؟!
كيف لي أن أرسل الشوق عطرا
وشجون الليل قد غلِّفته الأسرار؟!
كيف لي أن أستحضر عبق الحروف
لأخط رسائلي بنبض جبار؟!
وأرتب الروح، وأعيد تقويم الأشياء
وأتلاشى الخوف والفقر
والجوع والموت
في كل الأقطار؟!!!
كيف للقصائد أن تثور في عالمي
كما ثارت للسياب أنشودة الأمطار؟!!
تراتيل الحياة، أضحت سرابا
وشبحا كالغول يلاحق الأعمار....
في كل بيت ناعٍ،
في كل حيٍّ، وشارعٍ يذبل النضَّار...
والراحلون صامتون، يقتلع
الفيروس أنفاسهم كما الإعصار..
ويحملنا الجزع للهروب،
فلا ندري أليلنا ليلٌ،
ونهارنا نهار ؟؟؟
أعمرنا رحلة قضيناها
نجول عرضا وطولا في الأمصار؟!!!
نحن ننتظر الموت من رحم الحقائق
ونختلق باليوم آلاف الأعذار....
ونحتسي الأمل من جلِّ خواطرنا
ونذوب برحيق الأشعار...
نباغت الحاضر بولهٍ، و يصرفنا
الغرام بقدرة الجبار....
نخط الحلم من سبات البوح
وننتشي بوهج ماله قرار...
نحن، رغما عن أسانا تجلدّنا نجابه التيار...
نحن، رغما عن الذاكرة صبرنا، وانتحلنا الفرح
من رحم الأخطار...
ونذوب نذوب والوباء يحصرنا،
والوجع نمرود يكابر رغم الاحتضار...
أعيديني يا دنيا لأقاوم الأشلاء
واستحضر عبق السنين من همس
التحايا، وعطر الياسمين
والجلنار.....
أعيديني للحياة كي يعود تشرين
حاملا تموز مكللا بالغار...
إسراء الشياب ✍️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق