في قريتي ــــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــ
هنا
أجدادنا نشأوا
هنا
أبناؤنا ولدوا
هنا الأحرار قد وجدوا
هنا هاماتنا ارتفعت
وأرواحٌ لنا فاضت
وأنفاسٌ لنازفرت
إلى العلياء قد صعدت
هنا
أطفالنا لعبوا
بصحن البيت والبيدر
وليل الريح يعصفهم
إلى درب ٍ
هيَ الأخطر
أجادوا لعبة السيف
ورميَ الرمح والخنجر
هنا لعبوا فريقان
فريقٌ
يحمل المدفع
وآخر قد بنى محجر
***
هنا أبتي
بنى بيتاً
بنى عشاً
أبي
قد أحضر المنجل
وأمي جهزت زاداً
ووجبتنا
هنا كانت
بقرب النبع والجدول
حصاد القمح غايتنا
فتبغي فترةً أطول
وجدي
جالسٌ يروي
حكايا عمرهِ الأول
وجاءت جدتي
معها
حوايا الصوف والمغزل
وزقزقة العصافير
تؤدي لحنها الأجمل
ونايٌ
في يد الراعي
يناغي
لحنه الأفضل
***
وجاءت غيمةٌ كبرى
تغطي الشمس بالمطلق
رياح الغرب تتبعها
تحرك غيمها الأزرق
وبرقٌ
يقذف الشرر
على مستودع ٍ مغلق
وصوت الرعد
يتبعهُ
بزخات ٍ من المطرِ
وزخات ٍ من البرد ِ
ففاضت أنهرٌ شتى
كموج ٍ هائج ٍ أحمق
وزادت حدّة المطر ِ
حقول القمح قد غرقت
وراح الماء يحصدها
ويأخذها إلى الأعمق
طيور البر قد سكتت
ولا عصفورها زقزق
فهذا
حال قريتنا
وماء السيل يغمرها
ولا أحدٌ
سينقذها
أضاعوا حلمها الأسبق
بيوتٌ في مرابعها
وأطفالٌ تغادرها
نساءٌ
من حواريها
شيوخٌ
سطروا فيها
بناءً للغد المشرق
************
شعر التفعيلة ـــ من ديوان صدى الألم من وحي الأمل
بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق