لاَ أُبْرِىُ نَفْسِي أَبَداً
بقلم الشاعر غسان يوسف
لاَ أُبْرِىُ نَفْسِي أَبَداً
أَنَا أوَّلُ مَنْ قَمَعَ
أَشِعَّةَ السّهُوب
وَأنْطَفَأَ لامِعَاً
وَجَرَحَ الْمَاءَ
بِعُودْ
أنَا أًوَّلُ مَنْ مَشَى
عَلَى سَنَابِلِ الْقَمْح
وَضَلَّ حَافِياً
وقَطَعَ نَهْرَ الرَّشْفَةِ
بِلا عُبُورْ
أَنَا
لأَِبْدُو صَغيرَةً
بِعَينِ نَفْسْي
أَنْفَقَتُ الْكَوابِحَ
وَالْعُقُودْ
وَ أَحْرَقْتُ سُفُنَ
الدَّفَة
وَ أًتْلَفْتُ عُذْراً
تِلْوَ عُذْرٍ
وَأَنَا أَقَدَّمُ كَلِمَةَ
السّفُورْ
أَنَا
أَنَا مَنْ أَوْصَلَني
لِقَاعِ الكَهْفِ
وَكَفَرَ مؤمِنا
وَ أَحَاطَني بِكُلَّ
خِفَّةٍ
حَتَّى بَلَغْتُ
مَنْ الْأسَى
غَايَةً الجحودْ
أَنَا
أَنَا مَنْ أَسْرَفَ
فِي تَرْك الْبَأسَ
وَ فَرَّ بَائِساً
وَ أَشَاحَ فِي الْعُقْمِ
حَثِيثاً
وَطَمَرَ وَكْرَ النّقُودْ
أَنَا
أَنَا مِنْ هَرَبَ
مِنْ صَدْرِكَ الْمَيمونِ
خَشَعاً
وَلَجَ أَلَيك
لِتَقْتُلَهُ
فأَمْسَكْتَ عَلَيهِ
مَوْتَ الَشعُّورْ
بقلمي
غسان يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق