وطني فقيد وابي فيه شهيد"
بقلم ااشاعر بوتوفيق وائل السعيدي
أين هي طفولتي
في وطني
ولماذا ابي لي فقيد
وللوطن اسمه
شهيد
عقلي يكفيني بصعوبة
أعدموا برأءتي
وطفولتي
ولماذا سرقوا لعبتي
فملأؤا الدنيا
سوادا
بعد بياض شديد
سجنوا لعبتي
وتلذذوا من دمعتي
ولم ينزعجوا
او يكثرتوا لضبحاتي
والتنهيد
صدري صغير
ومعها سجنوا عمري
قسرا
بغير ذنب
أليس الطفل بريئ
لا ذنب له اكيد
زوّروا ميلادي
المجيد
ليشهد زورا وبهتانا
اصدروا الحكم
بغير محكمة
وكان الحاكم جلاد
عتيد
ولا زال الحكم ساري
التنفيذ
كتبوا الألم
وسطّروا الظلم
فوق صفحات دنيتي
لا يفقهوا
للطفولة التجويد
سرقوا من الزمن
طفولتي عمرا
فانتشرت في الوجه
خطوط القهر
اسمها التجاعيد
ما زلت برأسي
فوق جسد طفلة
وعظم أقصى عمره
يفرح بلعبة
صغير الحجم والهم كبير
ليس ببليد
عربية أنا وأرضي
محتلة
فلماذا أصبح ابي
في القبر شهيد
وفي ارضي غريب
سيدا غير ابي
ولماذا العبد سيدا
والكل له خدم وعبيد
القمح من ارضي
والطحين ملك سيدي
ومن الكثير يعطي
القليل
لنا التعب والشقاء
وعيش التعساء
وله الراحة
ومن العيش الرغيد
بدمع الحزن نصنع خبزا
او من فضلات سيدي
وكلما أشتدَّ الجوع
لنا من القمامة وجبة
عفن لحم القديد
الغميضة ليست لعبتي
هي خوفا من سيدي
له انياب وسلاسل
من حديد
لو يرانا نلهوا ونلعب
يغضب من بعيد
اطفال في الأعياد تتسلى
تلبس كل جديد
وأطفال تحت الشمس
في الشوارع تشقى
بالأجر الزهيد
ثوبي بالي ممزق
لا لون له كعلم بلادي
أين ردائي فاليوم
يوم عيد
عاد العيد وانا
في البئر
ادود و أورد الماء
وعلى كتف جسمي
النحيل وعلى لحم بطني
إلى اعلى الجبل
حافية القدمين
انا أبي فقيد
وبابا للوطن شهيد
وله بيت من خشب
تعتريه الرياح تسكنه الهوام
لا باب له وصيد
وبيت سيدي من حجر
موصد من حديد
ليست سخريتي
هي سخرية القدر
ابي عندي فقيد
وللوطن عند ربي شهيد
ولم تنتهي فلسفة
الاسياد والعبيد
وليس ذلك بجديد
باعوا الوطن
وشردوه تشريد
فرشي الحصى
والجوع لحافي
النوم زادي والليل طويل
شتاء بلا دفء
برد قارس
على الكوخ شديد
صراخ وكوابيس تفزعني
ليس لي في النوم
في ليلة ظلماء حلمتك أبي
تراودني لتخبرني
انك لأجلي لست سعيد
وناديتني يا جميلتي
وتسألني
بما لم أفهمه لصغر سني
اين هو
الذي لا مبيت للظلم
في دياره
ولا يغمض
له جفن سهيد
ولا يهجع ولا يخشع
للتهديد
وعن الحق لا يحيد
يا صغيرتي
اين هو الذي
في النائبات كالجبال
وفي النوازل
لا يشق له غبار
أليس هناك
من يرفض الذل
صنديد
وتستمر
الأحلام وتعيد
صراخ
وتوعد ووعيد
ولّادات تصيح وتصيح
وتقول:
ان الامهات من الرحم
ولدتهم احرارا
فكيف يقبل الاستبداد
ويُقلد التقليد
هبوا وهلموا
ان كنتم للنصر
عاشقين
مهما نثروا
في الارض الأشواك
ووضعوا للقهر
سياجا
سينقشع الغمام
جريد
فبعد الليل فجر
وصبح تليد
المشتكى
جلل وللعزم التأييد
سنقاوم ونقهر الظلم
فلنا في النازلات
قتيل وجريح
وشهيد
سففنا الأزمات سفوف
وجائحات الموت
شرب الثريد
لن يتسع الصمت في
صدور الجميع
فليس له قفص التأبيد
ولن يبقى وفينا
من يكسره
رضع الحرية في الصغر
من حليب امه
وكبر بعد ان كان وليد
لن يموت الأمل أو يفنى
مهما زرعوا الخوف
او شددوا اليأس التشديد
هيهات تم هيهات
ان يختبئ الخوف
بداخلنا
او يكون له في النفوس
التخليد
فلا غفران اليوم
لمتخاذل متهاون او متعاون
يعين الظالم على أهله
يهيج البكاء في
الاحداق
ويسكب الدمع تحرق
الأجفان حريق
الجيف
مهما كان لها امد
فليس لها عمر
مديد
إزئر واطرد الخوف
وبدده تبديد
لا ترتجف
الملوك في غابها
الأسود تخافها الضباع
إذا حمل الزئير
زمجرة صوت الوعيد
النعجة تموت إذا
رأها الذئب
تغرد خارج السرب شريد
ومضت الأم تنادي
اركبوا صهوة السيف
مثال ابن الخطاب
وابن الوليد
ونادتني من مكان قريب
من تحت اقدامي
بوجه جاف متشقق
الخدود
وبلهجة التمهيد
رويدا طفلتي رويدا
يا حلوتي
فقلت لها: من انتي
فأنا لست أعرفك!
قالت:
انا إذا زلزلت زلزالها
وفوقها العاديات بسيوفها
إذا ضربوا
على الظالمين
فوق الأعناق
وضربوا
منهم كل بنان
رجال ترعد رعيد
سيزول القهر وتحرق
أكباده
نحصده حصيد
وينقشع الغمام
والشمس تلامس
وجه القمح الأسمر العنيد
ونعانق الضياء
فلنا في الصبح موعدا
فليس الصبح عن
النصر ببعيد
ففي الصبح ستمطر
وتملأ السهول والوديا
وسيذوب الظلم
ويسيح
كذوبان الجليد
وتنبت الحقول بهجة
ونسمع
تغاريد الطير المنتشي
يرفرف
بجناحيه مغردا
وسيرى العالم بكل
ما حوى
نسيج علم فريد
غزلناه من دمائنا
وأرواحنا
واعدنا صنعه
وبأعذب الألحان
اصبح اليوم للعلَم
نشيد
من الخيط الأبيض والأسود
شفق أرجواني
تلد الأوطان حرة
بفضل الشهيد
بقلم/
بو توفيق وائل السعيدي
30/11/20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق