قم يا رسول الله
بقلم الشاعر أحمد طه
يا رسُول الله قُمْ
إِنَّا اعتزلنا مَا تَرَكْتَ فينَا يَومَاً
وسئمنا الإلتزامَ في الوصايا النبويّة
وانْثَنَيْنا كالنِّسُور جائِعِينَ لِفُجُورِ الجَاهِليَّة
لا نبيٌّ بَعْدكَ آتٍ ليُهدينا
ولا نَحْنُ اهْتَدَيْنَا
قد عشقنا مَا خَشِيْتَ دائماً يَطْغَى علينا
ثم زُغْنا في مَلَذَّات الحَياةِ الدُّنيَويَة
يا رسول الله قم
لم يَبقَ فينا حَافظ ٌصِدقَ الرِّسَالة
قُم وعَاوِد الجِهَادَ والبَسَالة
وتحَالَفَ ضَدنَا كلُّ القبائَل
وقريشٌ صادقتها خيبَرُ العَهْدِ الجدِيد
لا حُدُود للسّفاهة لا حُدودْ
كُلُّنا أَسيَاد بعضٍ
لأ نَجِلُّ مَن تَوَلَّى
إِنَّما نرضى بغير المُسلِمِ والٍ علَيْنا
والشَّهَادةُ يا رسولَ الله ليست بالجِهَاد
إِنّما أضحت بقطع الرأس للطفلِ
وإرساء الفساد
واعتصَمنَا بالحِبالِ العَائلية
والدروبِ السُّلطوِية
وتَسَلَّقنا جِبَالَ التَّهلُكَة
وَامْتَثَلْنَا لنفاق الأَمْرَكَة
وَتَبَدَّدْنَا قَبَائلِ
مع هلالٍ وَنَشيدْ
حَتّى حَبلُ الله أَشْعَلْناهُ نَاراً وبارودْ
لم يُوَائمنا الصِّراطُ المُستَقيم
نتلوَّى كَالأفاعِي حيث نَلْقَاها النُّقُودْ
في مسَرَّاتِ الحياة نَتَمَاَدى
نَرتوِى الخَمرَ لنَسلو ونَهيم .
يا رسول الله أضْحَى يَتَأَوَّه
لِأَنِينِ القِبلَةِ الأولَى الغَريبُ
والقريبُ في المَقاهِي يتغنّى بمحاسن الحبيب
أَلوُلاةُ فِي الْقُصُور يَعْمَهونِ بالنِّساءِ والخُمور
يستَجيرُون الغَريبِ , يَرْتَوي مِن دَمِّنا
كَي يُقاسِمنَا على مَالِ القريب
يا رسول الله آهٍ
لَم يَدُم فينا سِمَات المُسلمين شيءَ إلّا:
إسْمُنَا المَقرونُ بالإرهَاب
صفرة الانذار دوت عند مرآنا ليأتينا الغراب
كُلُّ مَن زَيَّاه صِدقٌ يَبْقَى مَنْبوذاً
يُدَاس بالتَّعَالِي والتَّرائِي والتَّسَامِي بالجَوَاب
إِنَّنا في آخِرِ الطَّابورِ نغفو وَنَفيق
وَتَسَمَّرنا هُناك نَحتسِي الخَمرَ العَتيق
لا أَمَلٌ نسعى لهُ في حَاضِر
قد جَفَّ دَمْعُهُ والدِّماء
واسْتَشَاطَ مِن حَمَاقَتِنا الهَوَاء
حينَ مَرَّ بالثَّكّالى تَتَبَاكَى أَخَوَات
من نِزَاعِ الإخوَةِ ظُلمَا على نَيلِ الشَّهَادَة
أَلعينُ تَصْبُو للوَرَاءِ بِلَا أمَلْ
مُستَقْبَلٌ للسَّاذِجِ لا يَمْتَثِل
لم يبقَ إِلّا المَاضِي يُغرينا
لِكَيْ نَزْهو بهِ بين الأُمَمْ
يا رسول الله عُدْنَا ,
نَتَدابَر ,نتنَاجِش , نتبَاغَض, نتَحَايَل
حَتّى أَضْحَى المَالُ فينَا جنّةِ الدُّنيَا
ونَحْيَى فِي نَعِيمٍ وسَعَادة
يا رسول الله صَلَّ اللهُ عليكَ وسلم
أَنتَ خَيرُ الْخَلقِ
أَنتَ مَن كَدَّ وَعَلَّمْ
هَذِه أُمَّتُكَ في آخر الطابور تحلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق