إِصْـــــرار
بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير
هَـذي حَيَاتُكَ رَأْيَ العَين تَنْهَـارُ
ماذا يُــفـيدُكَ دَمـشْعٌ مِـنكَ مِــدْرار
ُ
وَلَّى النَّعـيمُ وَوَلَّتْ في مـواكِـبـه
ِ كلُّ الـمباهِـجِ واخْـتانَـتْـك أَقـدارُ
ما كنتُ أَحسبُ أَنِّي كنتُ في حلم
حتَّى عَـفَتْ وخَلتْ من هِـنـْدٍ الـدَّارُ
وغادَرَتْها كَلَمحِ العَـيـنِ في عَـجَلٍ
مازِلتُ فـيهِ وطولَ الـدَّهـرِ أَحَــتارُ
ما كان ضَـرَّ لوَ أَنَّ الدَّهـرَ أَمْهَلَها
وكيف يُـمْهـِلُهَـا والـدَّهــرُ غَــــدَّارُ
بَــيْـنـَا نُـؤَمِّلُ أَن تَـبقـى وتُـسْعِـدَنا
جاءَت بِـنـأيٍ لـهـا كالـموتِ أَخبار
ُ
وصَـوَّحَ الوردُ في إِقـبَالِ مَوْسِـمِه
ِ واجْتاحَ بُستانهُ الـمُخْضَرَّ إِعـْـصار
ُ وغاضَ عَـذبُ حَنانٍ بِـتُّ أَرْشُـفُـه
وبـاتَ يُـسكِرُني والكأَسُ دَوَّارُ
مَنْ ذا يُعينُ على الأَحزانِ تَغْـمُرُني
ومَن يُـبدِّدُ هـَمِّـي وهْـــوَ قَـــهَّـار
ومَن يـقَصِّرُ طولَ الَّليلِ تَـغْـمُـرُنـي
فــيــهِ من الـشَّـجَــنِ القتَـَّالِ أَنـْهــارُ
قالوا تَعَـزَّ بِـصَبرٍ والْـتَمِسْ عِـوَضاً
عَـمَّــن تُـفــارقُ إِنَّ الـمـرءَ يَـخــتار
ُ
وكيف أُدركُ صَـبراً ليس يَــنفَـعُــني
ما قد حَـييتُ وقولوا كيف أَخـتارُ
وهِــنْــدُ تَــعلمُ أَنِّـي لستُ مُــتَّخـذاً
عنها سِواها ولو أَودتْ بِـيَ الــنَّار
ُ
يا هـِــنْـدُ يا بَــهـجةَ الـدُّنيا وزيـنَـتَهـا
كُلِّي على العَهْدِ رغْـمَ البَينِ إِصرارُ
لن يَـبْلُغَ الـيأْسُ مـِنِّي ما يُـحاوِلُــهُ
ولن أَلـيـنَ وصـوتُ الـيأْسِ هَــدَّار
ُ
يا هِــنْـدُ إِنَّ أُنـاسـاً كنتِ بَــيـنَـَهُـم
ُ وضَـيَّعـوكِ قـساةُ الـقلبِ أَشـــرار
ُ
ماذا يُـريــدونَ والدُّنـــيا بأَجـمَـعِــهـا
ٌ تَــرنـو إِليهم ونَــبــعُ الـحُبِّ ثَـــــرَّار
يا هِــنْـدُ يا شَـوقَ أَيَّـامي ويا حُـلُمي
ويا نـصيري إِذا مـا عَــــزَّ أَنْـــصــارُ
ويا رَجـــائِـي ويا دُنـيايَ باسِــمَـــة
ً لو أَنْـصفوكِ فَـدَتْكِ اليومَ أَعْـمَــارُ
يا هِــنـْــدُ إِنِّـي وشِعْري لا يُـطاوِعُـني
مالي سِوى الدَّمعِ فـي عَينَيَّ مَــوَّارُ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغـنـيـة للمحـبوب )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق