السبت، 27 فبراير 2021

أخر معبر للشاعر عبدلي فتيحة

 آخِرُ مَعْبَرْ

بقلم الشاعر عبدلي فتيحة

إذا ذا الزمان جَارَ و قَرَرْ

فَقُلْ لَه أَكِدْ ما عُدْتُ أَشْعُرْ


فقد ضَاقَ وَجْدِي و زاد لِحَدٍ

و كُلُ شيءٍ إذا فَاضَ  يَقْطُرْ


و كُلّ   حَزينٍ  يَمَلُّ   بِحُزْنِه

و يُمْطِرُ غَيْمَهُ  بعد التَّصَبُرْ


قَسَوتُم كَثِيرا ولا زِلْتُ أنظُرْ

فكفُُوا أذاكُمْ أما زَال يُمْطِرْ


و ذاكَ القِناعُ  كثيراً  تَكَرَرْ

فلا مَعْنَى يُجْديِ منه لِيَْكْثُرْ


و أنتُم عَلِمْتُم    بأنَّ الكلام

فهِمْتُهُ قبل أن كان    يُذْكَرْ


فمَلَّ    المَلَلُ منكم   جَميِعا

و كل دورٍ    أبَى   ان  يُعَبِرْ


فلستُ غَبِياً    أجَازَ    فكَرَرْ

و هل هذا مِنْكُمْ دهاء لِيُذْكُرْ


فغَيِّروا  لون سِتَار المَسار حْ

ذاك المسحوقُ فيكم ما صوَّر


بُغْضاً يُرَبَى من جيلٍ  لجيلٍ

ليُصْبِحَ وحْشاً  قوياً   و يَكْبُرْ


و يَبْحَثَ عني في كل  حِينٍ 

كأنّ دمائي  العسل   المُقطَّر


في أي المدارس انتم درَسْتُمْ

فذا الفن فيكُمْ خَلابٌ و يُبْهِرْ


عوَدْتُمُونِي  الكُتُبَ      المُمِلة

و أنا أُفَضِّلُ    شيئا      مُؤَثِرْ


يَغُوصُ بِعُمقِ ألْوانِ  الخداعِ

يكونُ فِطْرياً وليس    تَصوُّرْ


و قَدْ حَجَزْتُ الَّصَّفّ الأمامي

دعَوْتُ كل جروحِي   لِتحضُرْ


فهذي ربما الحلقة   الأخيرة

فمُسْتَحيل أغِيبُ  لا    أُذْكَرْ


و أنا أعَدْتُ  كلّ    الحِكاية

و  صُغْتُ   كلّ دورٍ   أُفَكِر


نسِيتُمْ شيئا وحيدا أضَفْتُه

بأنّ  الله    قويٌ    و يَنْصُرْ


و أنّ سِهام   الليل   تصيب

ليستْ سوى مسرحية لتُحْضَرْ


فهذي الأدوارُ لنا بالتبادل

و ذا القبرُ منّا آخِرُ    معْبرْ


عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق