() من المجموعة القصصية ()
(( قصة .. لن تسقط .. بتقادم العمر ))
بعنوان * صمت شفاه .. وبوح دموع *
( بقلم .. جواد واعظ )
إنه .. ليس كباقي الأيام ... كانت نظرة بالكاد تكون عابرة ..
وسط زحام الحاضرين .. ولكن .. كان عبورها .. طويلا ..
كنا نحرك رؤوسنا .. كي يستطيع أحدنا .. رؤية الاخر ..
كنا نقترب .. بلا شعور .. وابتسامة من بعيد ..
تؤكد أننا متواجدين .. رغم زحمة الأشخاص ..
أي تجاذب هذا .. الذي حدث .. وكأننا نتحدث بلغة الصمت ..
وبكل التعابير .. الراقية والشفافة ..
ازدادت لقاءآتنا .. تلك ..
بسبب عامل الصدفة المتكررة .. والعلاقات الاجتماعية ..
شعرت بأني قد أدمنت على الإرتياد الى ذاك المكان ..
يقودني اليه .. إحساسا غريبا .. بأني سأراها وهذا ما يحدث .
حينها .. تكلمت عيوننا .. فقط .. فدعوتها للرقص ..
كانت من أجمل المعزوفات الهادئة ..
كان شعورا غريبا .. نطقت من خلاله روحنا .. إحساسا ورقة .
لم تنطق شفاهنا .. بأي حرف ..
فالحروف لن تستطيع أن تعبر .. كما تعبر العيون ..
في تلك الليلة ..
وعندما أوشك اللحن على الانتهاء . ودعتها بقبلة على الجبين
بدأ احساسي .. يهيم بها .. وزارني القلق .. واستوطن فراشي
وأنين وسادتي .. أمسى يؤلمني .. ولم يبارحني ..
وهو يلح على مخيلتي .. بتخيلات لم أعهدها من قبل ..
وكان لابد من لقاء .. لأعرف .. اين أنا .. منها ..
والتقينا .. في ذاك المكان المعتاد .. وجلسنا لنتحدث ..
ولكن .. ضاعت الكلمات من شفاهي ..
فرت الى كل الاماكن .. ولم تسعفني ..
وما حدث .. انه كنا نتبادل النظرات .. بكل الشغف ..
وفجأة .. اخرجت من حقيبتها . ورقة وقلم .. وبدأت تكتب
رأيت بملامح وجهها .. كل الحزن ..
لكني ابتسمت .. تشجيعا لها ..
اعطتني الورقة لأقرأها .. كتبت فيها '' انا بكماء ''
وسرعان ما اخذت الورقة .. وكتبت '' وانا ايضا .. ابكم ''
حينها .. رأيت الابتسامة تعلو وجهها ..
وقد انزاحت .. غيمة الدموع المنهمرة ..من عينيها ..
التي كانت .. تحرق بسيلها .. كل شيء ..
نهضت واقتربت مني وطبعت على شفاهي .. قبلة لن انساها .
شعرت .. وكأنها قد وجدت .. مبتغاها .. بشخص قد احبها ..
ومشينا .. وهي تحضن ذراعي .. الى صدرها ..
وعيوننا .. تتألق .. حنينا وشوقا ..
وقبل ان اودعها .. كتبت لها ..
اني ساغيب عنها . لمدة وجيزة .. لأني سأسافر ..
ودعتني بعيون دامعة .. وكأنها شعرت بأنها ستفتقدني ..
والحقيقة .. اني لم اسافر .. بل جلست بغرفتي ..
لأتعلم .. لغة الاشارة .. كي استطيع التحدث معها ..
ودون ان تشعر .. باني أكذب عليها ..
أو .. اني لست ابكما .. .. ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق