السبت، 20 فبراير 2021

شكرا ماضينا للشاعر أحمد طه

 شُكْرَاً مَاضِينَا شُكْرَاً

( نَثرِيَّة )

===========================

مَا أَتعَسَنَا !!!

مَا زِلْنَا قَيْدَ الزِّنْزَانَةِ ,

نَجْتَرُّ صَنيعَ الأمْوَاتِ .

والمَاضِي نَعلِك جَودَتَهُ,

ورُجُولَتَهُ ,

كَيْ نَتَعَالَى في الخِطابَاتِ .

الرَّقَبَةُ شَنّجَهَا النَّظَرُ للخَلفِ ,

يَعِزُّ عَليْنا الخَلفُ كَثيراً ,

فهو غَنِيٌّ بالنَّشَوَات.

لا يميناً نُبْصِرُ لا شمَالاً,

واَمَامٌ يَدْفَعُنا إِلَيْهِ الزمَنُ,

بالجَرْف .

سَئِمَ مِن نَزَقٍ يَتَأَصَّلُ فينَا ,

فتَزَيَّا الأَسْوَدَ ,

كالجُبِّ يُخْفِي مَجهولاً خِفْناه .

كَمْ شَيَّبناهُ وخَذَلْناهُ !!!

بَرِمَ من ضِيقِ الخُطُواتِ ,

يَتَأَفَّف حيناً يَتَثاءَبْ

يَصْرَخُ فينَا مُمْتَهِنَاً :

" تُبّاً لَكُمُ يَا أَمْوَات " .

حَاضِرُنا نَغَّصَهُ العُنْفُ ,

أَضناهُ العَدَدُ ,

نأكُلُ لَحْمَ الجَارِ لِنحيا ,

نشربُ دَمَّ مَن يُزعِجُنا ,

قتالُ الإخوةِ في الزِّنزانة,

مِتْعَة نزفٍ للدَّم ,

وشَجَاعة تطغَى على الأجيَال.

صَارَ يتَقَيَّأ دَيْدَنَنَا ,

لَه طَعمٌ مُرُّ كاَلعلقَم ,

نَرقُصُ على نَغَمِ الإفلاس.

شَيُّ الَّلحْم يَرْفَعُنا درجات ْ,

والفيلَّا الفَخْمَة تَسْمَقُ بالآيَات .

والسَّيَارةُ تَهِزُّ الأرضَ

وتَحْتَمي بالخرَزَة الزَّرْقاء,

والزُّبْدةُ فينا تَتَلاشَى ,

يَمْتَصُّ مِنْهاُ الأعْداء .

حاضِرُناُ ضَعِيفُ البَصَرِ,

لا يُبْصِرُ إِلَّا الخَلفِ,

لا يَجْرُؤ أَنْ يَخْطُو خُطوَة ,

يَجُرُّهُ إِبليسٌ أَعور نحو المُنْكَرْ,

يَمْتَصّ دَمَّه ,

ويُطْلِقُهُ يبْحَثُ عن مَقبَر.

****

ما زلنا نَنْعَمُ في زنْزَانَةِ ماضِينَا ,

لَنْ نَخْرُجَ مِنهَا ؟

بَاقُونَ فِيهَا نَتَغَنَّى ,

بِإرْثِ الأجْدَاد ؟؟؟

أبو ذَرِّ الغَفَّارِ أورَثنا النَّاقَةَ والجُلبَابْ ,,

ثُمَّ الصّبرَ أورَثنا ,وحِذاءً مَطوِيّ الكَعْبِ

وحِمَاراً أبيض , بَاتَ شِعَاراً للأعرَاب .

أسَدُ الصَّحْراء أورَثنا السَّيفَ,

وسَيْفُ العَدلِ وصِيَّة عُمَرُ بن الخَطَّابْ .

لكنَّ السَّيفَ يَضْطَرِبُ في أيَادينا ,

سَيْفٌ لِلعَدلِ لا يَثبُتْ ,

في أَيْدي قَوْمٍ نِصْفُهُ أَذنَابْ .

وصلاحُ الدين أَورَثَنا حِصَانه,

لكنّهُ لا يَصْهلْ بعد تَرَجُّلِهِ,

غابت عنه أَصَالَتُهُ ,

لا سِرجٌ يَحْتَملُ لا رِكَاب .

****

وَرِثْنا دَوْلَتَنَا العُظمَى" مَكَّة "

لا جَيشَاً تَبْغي لا حَرَصَاً ,

يَحْمِيهَا الرَّبُّ !!! .

ونَحْنُ قومٌ يَتَوَكّْل

والرَّب لا يَنْسى المُتَوَكِّلْ .

كالنَّجمِ الثَّاقِب تُبْرِقُ في الكَونْ ,

لا يَخفُت نورُهَا , لا تَخلُدُ أبداً للنَّوم.

مَأسَدَةٌ تزأرُ حَولَ الكَعبَةِ ليْلاً ونَهَارا ,

لا يَقربُها أحَدُ , لا يَدخُلُها إِلَّا نحن .

نشمخ فيها نَتعالى بين الآنَام .

والدَّربُ مِنهَا للجَّنةِ ,

مَا أسعدَنا !!! مَا أطهَرنا

شكرا ماضينا شكرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق