.... " نجاسة صديق "
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
تمنيتُ في وُدِّي العظيمِ سعادتَك ْ
وكانت يَدِي ْ بالبَسطِ تردي شقاوتَك ْ
وأحبوكَ - لن تنسى - محبةَ والدٍ
وأحنو حُنُوّ الأمِّ أهديكَ راحتَك ْ
وأبسطُ حُبّي في مقامكَ مَجلسًا
وأجعلُ قلبي بابتسامي وسادتَك ْ
وأشعلُ - لا مَنًّا أقولُ ولا أذًى -
بَوَهج ِ وفائي أو إخائي سيجارتَك ْ
عظمتُ بإخلاصِ الودادِ طبيعةً
وإنقاصُهُ منكَ استزادَ حقارتَك ْ
نقضتَ عهودَ الودِّ حتى لم أعُد ْ
حفيظًا لها إذ كان نقضُكَ غايتَك ْ
فللهِ درّ الحادثاتِ إذا انجَلَت ْ
وقد ْ حملت ْ مِن غَير سُؤلٍ خيانتَك ْ
أتيتَ قبيحًا فاعتللتَ مُغَرِّرًا
على الحَيِّ والأيامُ تفشي قباحتَك ْ
وزدتَ على قُبح ِ الفعالِ إهانةً
لِوَجهٍ طوالَ الدهرِ يأبى إهانتَك ْ
أتكذبُ عني أم عليَّ بما جرى؟!!
وكيف ترى المجرى الحقير تجارتَك ْ؟
ربحتَ بسوق الغدرِ إذ أنا غافلٌ
ولم أدرِ أني صرتُ فيه بضاعتَك ْ
فنلتَ الذي تبغيه رِبحًا مؤقتا
ستلقى به في الغابراتِ خسارتَك ْ
وتصنعكَ الألامُ للحزنِ مَعلَمًا
وتصفعكَ الأيامُ تحيي ندامتَك ْ
وتلعنكَ الذكرى بكلِّ طيوفها
وأنت بها الأحرى فخذها كفايتَك ْ
إذا كان في حبِّ الكلابِ نجاسة ٌ
فقد طَهُرَت ْ ما إن عَدِمتَ طهارتَك ْ
ولو كنت ُ أدري أنكَ اليومَ طاهر ٌ
لمَا اخترت ُ في الأيامِ إلا صداقتَك ْ
فعفوا إلى كل الكلاب لأنني
ذكرت ُ اسمها لما ٱدَّكَرْتُ نجاستَك ْ
لأن كلابَ الأرض أوفى صداقة ً
وصورتُها أطرى إذا قِست ُ شارتَك ْ
لقد بلغت ْ منك النذالة مبلغا
ولم أرَ نذلا حَلَّ فيها مكانتَك ْ
هنيئا لك الأقذار ما دمتَ صِنوَها
وما دمتَ تحيا باختيارٍ قذارتَك ْ
فيا أنتَ ما إن خنتَ أو كنتَ غادرا
فقد هنت َ عندي واحتضنتَ نهايتَك ْ
فَلَملِم ْ بقايا الغدر وارحل ْ فإنني
طويتُ سجلاتٍ تسمى حكايتَك ْ
فلا تشك ُ من أمري إلى كلِّ صاحب ٍ
فيعرف َ مثلي _ لو جهلت َ _ نذالتَك ْ
ولا تسألِ الأيامَ عني مُؤمِّلاً
رجوعي فإني قد نسيت ُ علاقتَك ْ !
بقلمي أنور محمود السنيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق