رجال صدقوا
بقلم الشاعر أحمد سلمان
نَحْوَ المنايا أرفلوا في مشيهمْ
قدْ يعشقون الموتَ كي يلقوا علا
لمّا الوغى هبّت بَدَو أسيادها
إذ جهجهوا حتّى أُثاروا القسطلا
بل حشّدوا والموتُ غنّى معلناً
نصرٌ عظيمٌ قبلهُ نصرٌ خلا
تجري دماءٌ ميّزت في مِسْكِها
لمّا بَكَتْ أرضٌ لهمْ قالوا بلى
منهمْ لهُ معنى حياةٍ في الردى
فيه ثبوتٌ قد يحاكي (يذبلا)
نعم الغيارى قدْ خلتْ من قبلهمْ
عند المنايا همْ أقاموا محفلا
اذ سطَّروا مجداً جديداً فاخراً
بل قدَّموا التأريخ شيئاً مذهلا
من كلِّ صوبٍ همْ أذاقوا حنظلٍ
لكنّهم لا يعرفون المعضلا
إذ أقسموا بل عاهدوا عهد الإبا
لم يبرحوا إلّا بنصرٍ قد حلا
ما طاوع العينين يوما نومها
إلا رأوها أكْلأَتْ جَدْبُ الفلا
لمّا جروحٍ بالغت في عمقها
بالحقدِ ما كانت قلوبٌ تبتلى
لم يحذروا موتاً أكيداً مرعباً
بل يحذروا لا يقتلون الأعزلا
لم يَظلموا مقدار حبَّ الخردلِ
كانوا رسولا للعقيدةِ مرسلا
رغم المآسي أنشبت أظفارها
كانوا جنود اليأس شيئاً مهملا
جاءوا إلى قومٍ أضلّوا دربهم
قد بدّلوا ما كان خيراً أرذلا
جاءوا إلى ليلٍ عبوسٍ صبحه
صاروا لذا ذاك الدجى منه جلا
من كلِّ جحرٍ آمنٍ قد ألدغوا
فيها مبيدٌ قاتلٌ لن يمهلا
لم يبسطوا كفَّ الأذى لمّا أتوا
لكنّهم من أجل أمرٍ جُلْجُلا
في كلّ شبرٍ قد غرسنا حرّةً
ماضوؤها الوضّاح يوما أبخلا
أحمد سلمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق