( صَبْرَاً شَآمُ )
بقلم الشاعر رشاد العبيد
١- يَا رَبِّ ضَاقَتْ بِنَا الأََيَّامُ واسْتَعَرَتْ
نِيرَانُ وَجْدٍ ..... لَهَا بِالقَلْبِ مَسْرَاهَا
٢- مَا كَانَ يَخْطُرُ فِي بَالٍ لِذِي بَصَرٍ
أَهْوَالُ حَرْبٍ رُعَاعُ النَّاسِ أَذْكَاهَا
٣- طَالَتْ فَسَالَتْ دِمَاءٌ مِنْ بَنِي وَطَنِي
رَوَّتْ تُرَابَاً .... وَطُهْرُ الأَرْضِ نَدَّاهَا
٤- هَذِي الرُّبُوعُ تُنَادِي .... أَيْنَ مُعْتَصِمٌ
يَرُدُّ ضَيْمَاً ..... وَقَهْرَاً بَاتَ يَغْشَاهَا
٥- كَمْ أَتْعَبَتْهَا .... صُرُوفٌ خَلَّفَتْ مِحَنَاً
أَيَّانَ يَمْحُو ..... إِلَهُ العَرْشِ ذِكْرَاهَا
٦- يَا أُمَّةَ العُرْبِ هَلْ أَغْضَيْتِ عَنْ غُصَصٍ
سَوْدَاءَ أَرْخَتْ كَجُنْحِ اللَّيْلِ بَلْوَاهَا
٧- وَهَلْ رَضِيتِ بِطِيبِ العَيْشِ فِي دَعَةٍ
وَجِلَّقُ الشَّامِ حِقْدُ الغَرْبِ أَضْنَاهَا
٨- فَارْبَدَّ وَجْهٌ لَهَا مِنْ فَرْطِ مَا حَمَلَتْ
مِنَ الهُمُومِ ......... وَمَا كَتَّتْهُ عَيْنَاهَا
٩- وَخَيَّمَ الحُزْنُ فِي أَرْضِي فَهَلْ نَزَفَتْ
بِنْتُ الشَآمِ وَصَارَ البُؤْسُ مَثْوَاهَا
١٠- لِيَرْتَقِِي كُلُّ فَدْمٍ قَدْ سَبَى وَطَنَاً
وَيَلْهَثُ النَّاسُ جُوعَاً فِي ثَنَايَاهَا
١١- الهَوْلُ يَرْقُبُ ..... أَطْفاَلاً لَنَا شَزَرَاً
وَيَنْشُرُ المَوْتَ فِي السَّاحَاتِ أَوَّاهَا
١٢- قَدْ مَزَّقَ القَصْفُ أَجْسَادَاً لَهُمْ نَهَشَتْ
جَوْعَى الكِلاَبِ بَقَايَا مِنْ بَقَايَاهَا
١٣- وَفَرَّ دَمْعٌ مِنَ الأَحْدَاقٍ مُنْهَمِرٌ
يَكْوِي الضُّلُوعَ وَمَا يَنْفَكُّ يَصْلاَهَا
١٤- تَشْكُو الحَرَائِرُ مَا تَلْقَاهُ مِنْ شَجَنٍ
وَتَسْتَغِيثُ ...... وَلاَ مُصْغٍ لِشَكْوَاهَا
١٥- صَبْرَاً شَآمُ ....... فَمَا لِلْعُرْبِ مَأْثَرَةٌ
إِذَا تَأَخَّرَ سَرْجٌ ....... مِنْ سَرَايَاهَا
١٦- وَلَمْ يَذُدْ عَنْ حِيَاضِ الأَهْلِ مُنْصَلِتَاً
يَحْمِي دِيَارَاً .. قِرَاعُ البَغْيِّ أَشْقَاهَا
١٧- يَا جَنَّةَ اللهِ .......... يَا حُبَّاً تَهَيَّمَنِي
وَيَا مَشَاعِلَ نُورٍ ..... طَابَ مَسْعَاهَا
١٨- فِي غُوطَتَيْكِ طُيُورُ الحُبِّ كَمْ سَجَعَتْ
وَمُونِقُ الحُسْنِ فِي الأَزْهَارِ أَغْرَاهَا
١٩- تَدْنُو وَتَصْدَحُ فِي قِيعَانِهَا طَرَبَاً
وَتَسْكُبُ اللَّحْنَ ..... وَالأَفْنَانُ تَرْعَاهَا
٢٠- إِنَّ المَلاَئِكَ تَرْنُو ...... وَهْيَ بَاسِمَةٌ
وَتَحْرُسُ الشَّامَ قَدْ مُدَّتْ جَنَاحَاهَا
٢١- نَهْرَ الفُرَاتِ ..... حَبَتْكَ الدَّيْرُ مَنْزِلَةً
بِالرُّوحِ يَسْرِي ... نَسِيمٌ مِنْكَ أَحْيَاهَا
٢٢- هَامَتْ عَلَى شَطِّكَ الفَتَّانِ أَفْئِدَةٌ
تُسَبِّحُ اللهَ فَجْرَاً ...... كَيْفَ سَوَّاهَا
٢٣- فِي ضِفَّتَيْكَ تَبَاهَى الوَرْدُ فِي غَنَجٍ
وَاخْضَوْضَرَ المَرْجُ وَالصَفْصَافُ قَدْ تَاهَا
٢٤- يَمُرُّ مَاؤُكَ .... يَطْوِي الحَزْنَ مُنْدَفِقَاً
يَسْقِي المُرُوءَاتِ طِيبَاً حِينَ يَلْقَاهَا
٢٥- كَانَ الإِبَاءُ وَ جُودُ النَّفْسِ فِي بَلَدِي
مِنَ الفُرَاتِ ... سَجَايَا قَدْ وَرِثْنَاهَا
٢٦- صَارَتْ طِبَاعَاً لِأَهْلِ الدَّيْرِ سَامِقَةً
وَالحُرُّ يَعْرِفُ ... عِنْدَ الكَرْبِ مَعْنَاهَا
٢٧- فَالكِبرِيَاءُ ....... بِأَرْضِ الدَّيْرِ مَنْبَتُهَا
وَالمَجْدُ يَرْفُلُ ..... مَزْهُوَّاً بِسُكْنَاهَا
٢٨- يَا شَامُ خَيْلُكِ ...... مَا رَثَّتْ أَعِنَّتُهَا
وَوَثْبَةُ الأُسْدِ ... كُلُّ الخَلْقِ تَخْشَاهَا
٢٩- مَهْلَاً دِمَشْقُ فَشَمْسُ الحَقِّ قَدْ طَلَعَتْ
وَالنّصْرُ آتٍ ... وَرَبُّ الكَوْنِ أَعْلاَهَا
.. رشاد العبيّد
سورية - دير الزور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق