تقولينَ (رقم 4)
بقلم الشاعر د. أسامه مصاروه
تقولينَ صارَ العصرُ عصرًا لِأوغادِ
بلا ذِمَمٍ حتى احْترقْنا بِأحقادِ
فماذا ستجني شاعري بِإنْشادِ
قصيدٍ لتبكي فوقَ أطلالِ أجدادِ
أقولُ إذا الحكامُ بثُوا أفاعيهمْ
ونالوا كما الأوغادِ بعضَ أمانيهمْ
فما ذلِكُمْ إلّا لِصمْتِ مُواليهمْ
على مَنْ طغْوْا شُلَّتْ وتبّتْ أياديهمْ
تقولينَ بالتأكيدِ شاهدْتَهم أوّاهُ
لتدنيس أرضِ العُرْبِ جاؤوا فوْيلاهُ
فكن مثلَهمْ حتى يُصيبنّك الجاهُ
وإلّا ستَلْقى غيرَ ما كنتَ تهواهُ
أقولُ لِمنْ في الطبعِ مختلِفٌ عني
حَنانيْكَ إنّي شاعرٌ والهوى فنّي
هوى أرضِ أجدادي هوىً دونما ظنِّ
هوَ النبضُ في قلبي هوَ النورُ في عيني
تقولينَ خوفُ الناسِ من قبضةِ الحُكمِ
يُشجِّعُ حُكامَ الظلامِ على الظُلْمِ
ولكنْ يميلُ العُرْبُ جدًا إلى النومِ
فلا نهضةٌ توحي بميْلٍ إلى العزمِ
أقولُ أشقّائي برغمِ مآسيهمْ
برغمِ معاناةٍ تُطيلُ لياليهمْ
ورغمِ دموعٍ أمْطَرتْها مآقيهمْ
محالٌ وربّي أنْ تُجَزَّ نواصيهمْ
تقولينَ يجري العُرْبُ ذلًا وبُهتانا
لأحضانِ شيطانِ القبيحةِ مُذْ كانا
وأنتَ كما البُركانِ تقذِفُ أحزانا
وترفُضُ أنْ تولي الخصيمينَ إذعانا
أقولُ أنا البركانُ لا أقذفُ الوَرْدا
على مَنْ أتاني غازيًا ينفثُ الحِقْدا
أموتُ ولكنْ راكبًا حاصبًا رعدا
فلا الذلُّ أرضاهُ بَلِ الموتُ لي أهدى
تقولينَ قلبي سيقتُلُهُ الحُزْنُ
ففي وطني لا السِلْمُ آتٍ ولا الأمنُ
وأنتَ تُنادي مَنْ تَملَّكَهمْ جُبْنُ
وما لِجبانٍ عندَ مكْرُمةٍ شأْنُ
أقولُ أنا حرٌّ وتبعينَ إسكاتي
فويْلي ثمَّ ويلي إذا خُنتُ أبياتي
وخنْتُ قضايانا وتاريخَ مأساتي
وحتى وفاتي لنْ تصّفي حكاياتي
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق