((صومٌ وصيام)) على بحر الوافر
بقلم الشاعر عبده هريش
مَـنِ الأحلى مِـنَ العسل المصفى
ومن في الأغنياء يعيد عطفـا
غـذاء الـروح للـوجـدان نـورٌ
وتخليةٌ وتحليةٌ و مشفى
هو الشهر الفضيل ربيع عـامٍ
وكل الخير للصوَّامِ زَفَّـا
فهل بالله قلبك قد تعافى
وهل نبـع الهوى الخـدَّاع جَفَّا
لعلك نلتَ مغفرةً وعتقا
وزدتَ من الإله البر زُلفى
فكم من صائمٍ ما زاد إلا
عِن الرحمن بعدا ليس يخفى
يهيم لسانـه في كـل عِـرضٍ
وفي صف الهوى الخداع صَفَّـا
يخاف لقطرة الماء ابتلاعا
بأثنـاء الـوضـوء لمـن تَقفَّـى
وما عن بلع ميراثٍ وحقٍ
بيومٍ خشيةً لله كَفَّـا
ويحمل بين أضلعه جحيما
من الأطماع بالأحقاد حُفَّـا
كأنَّ الصوم عن أكلٍ وشربِ
وليس عن الحرامِ بأن يَعِفَّـا
مضت عشرٌ وعشرٌ بعد عشرٍ
فمن فيها بعهد الله وفَّى
ومن لله قد صام احتسابا
وإيمانا ولم يمكث بمنفى
وحَسَّ بساعة الأفطار يوما
أُجِيبَت دعوة والحمل خَفَّا
فأغلبنا بـذاك الـوقت ينسى
لأعظم دعـوةٍ مـولاه زَفَّـا
وخيرٌ ليلةٌ من ألف شهرٍ
فمن لثمار خيرٍ رام قطفا
ولا ندري إذا رمضان ولَّى
على من قد يعود ومن توفَّى
إلهيَ قد أحطتَ بكل شيءٍ
وتعلم كل ما في القلب يخفى
ومَن أعماله كانت رياءً
ستنسفها بيومِ الحشرِ نسفا
على الباقي أعنـا يـا إلهـي
فمازالت قلـوب البعض غُلفـا
تَقبَّـل صومنا وأعد علينا
مراراً ثُم زدنـا منك زُلفى
(( عبده هريش 24/5/2019))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق