لم أختر..
بقلم الشاعر حسين المغربي
انا لم اختر..
لم اختر ابي،
و لا امي،
و لا عشيرتي،
و لا هذه الحياة..
لم اختر لا وطني،
و لا لغتي،
و لا ديني،
و لن اختار طبعا يوم مماتي..
لم اختر..
جذوة انفاسي،
و لا حرارة اللقاء،
و لا نبض القلب..
لم اختر..
لا لون الشمس،
و لا ضي القمر،
و لا صمت ليلي..
لم اختر لون عيني،
و لا شعري،
و لا سمرة جسدي،
و لا حتى ان اكون إنسان..
لم اطرق نوافذ البوح لِأَغْرف من سر القصيدة..
و لم اطر كفراشة ضوء حول وهج الشعر..
و لم اختر فنون البيان..
انا لم اختر..
لم اختر..
لكني أتيت..
كل هذه الطرق،
و هذه المسافات..
نبتت معي..
أينعت في غفلة مني..
صارتني..
و صيرتني ما انا عليه..
قدري اختارني..
و اختار لي..
مرتاح انا في تعبي..
في حزني..
و في شقوتي..
لم اختر شيئا..
غير ان أتعلق بأستار الرفض..
و أنصت لاصوات ثائرة نبض القلب..
تهز ابواب الزنازن،
و حيطان هذا السجن..
تعلن طوفان المد..
لم اختر..
لكني أتيت..
قدري اختارني..
و اختار لي..
مرتاح انا في تعبي،
في حزني،
و في شقوتي..
لم اختر..
إلا ان اكون كسيزيف العصر يتمنطق ضميرا داميا..
يمشي حافيا..
لكنه حر..
لم اختر إلا اكون انا..
يرضيني هذا..
#حسين_المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق