الخميس، 22 أبريل 2021

في حومة الهوى للشاعر سعيد تايه

 فـي   حــومَــــة   الهَـــوى  

شعـر : سـعـيـد  تــايـــه          ( البحـر الطويل )  عمان في  21/4/2021  

 تَسَابَقْتُ والعُشَّاقَ في حَوْمَة الهَـوى  بِـرِحْلَـةِ عِشْــقٍ  لا  أهَـابُ مـِنَ الرَّدَى 

 وَقَـد فُقْتُهُـمْ سَبْقَـاً وَعُـدْتُّ مُتَـوَّجَـــا  بِتَاجِ الهَـوَى فَـوْزَاً يَطُولُ عَـلَى المَدَى 

 وَصِـرْتُ عَـلَى هَـامِ العّـذَارى مُسَيَّدَاً  أرُوحُ وَأغْـــدُو فــي هَـــوَايَ مُـغَـــرِّدا 

 لَهُـنَّ بِقَلْـبِـي مَـا يَجِـلُّ  مِـنَ الجَـوَى  يَـزيــــدُ بِقلْبِـــي حِــــــدَّةً  وَتَــوَقُّـــــدَا 

 فَـلَــمْ أرَ مِثْــلَ الغَـانِـيَــاتِ  مَـرَاهِمَـا  تُشَـافِـي مَـريـضَ القَـلْـب حـينَ تَخَـدَّدَا 

 فَفيـهِـنَّ مَـا يُعْـطِي الحَيَــاةَ بَشَاشَـةً  تَـــدُومُ عَـلَـى طُــولِ الزَمَـانِ وأبْعَــــدا 

 أراهُـنَّ عُـنْـوانَ الحَيَـاةِ رَصـيـدَهَــا  وَهُــنَّ لَـنَــا سَـلْــوَى تَــزيــدُ تَـوَطُّـــدَا 

 يَحُــزْنَ قُـلُـوبَ العاشِقيــنَ بِغَـمْــزَةٍ  تَهُــــــدُّ عِمــــادَ الـراسيــــاتِ  وَأزْوَدَا

 فَكَـيْـفَ إذا كـانـتْ قُلُوبَــاً رَهـيفَــــةً  تَــذُوبُ مِــنَ الغَمْــزاتِ حـيـنَ تَنَهَّــــدا

 شَرِبْتُ كُـؤُوسَ الحبِّ شَوْقَـاً وَلَوْعَةً  ألَــى ظَبْيَــــةٍ مـالَــــتْ إلَـــيَّ تَـــــوَدَّدَا 

 تُبَادِلُنِي الأشواقَ مِنْ لَوْعَـةِ الهَـوى  وَتَلْثُـمُـنِـي عِشْقَـــا يَفـيــضُ تَـوَجُّــــدَا

 إذا زارَ طـيْـفٌ لِلحَـبيـبة مَخْــدَعِـي  شَفَانِي مِـنَ التَّبْريحِ مِـنْ شِدَّةِ الصَّدَى1  

 فَـلِلغَـــادَةِ الحسنــاءِ مِـنِّـي تَـحيَّـــةً  عَلَيْهَــا فُــؤادِي فــي الحَيَـــاةِ تَـعَـــوَّدَا 

 هُيَامِي بِهـا مـا زالَ في القلبِ ثابِتَأً  يَعـيـشُ عَـلَـى ألأزمــانِ فيهَـا مُخَلَّــــدَا  

 رَأيْـتُ بِهـا حُـلْمِي  يَـزِيــدُ تَـوَهّجَــاً  وَكانَـتْ مَـدَى عُـمْري مُــرادِاً وَمَقصـدا 


 بَنَـيْـتُ لَـهَـا بَيْتَـاً عَـريقَـاً بِمُهْجَـتِـي  تَطـيبُ بِـــهِ الأنْفَــاسُ عِـطْـرَاً مُلَـبَّــــدَا

 يُغَـازِلُ مِـنِّي القلـبَ عَيْـنٌ كَحيلَـــةٌ تُــذيـــبُ تَـفـاصيـلِـي ذَوَابَــــاً مُـؤَكَّـــدَا 

 بِهَا الحُسْنُ آيَـاتٌ تَفُــوقُ قَـريحَتِي  لأنْظُـــمَ شِـعْــــرَاً  لا  يَـكُـــونُ مُقَـلِّـــدَا 

 وَلِلْحُسْـنِ نُــورٌ فـي المُحيًّــا مُنَـوِّرٌ   يُـبَـــدِّدُ سِتْـرَاً مِـنْ دُجَى اللَّيْــلِ أرْبَـــدَا

 أَرَى نُورَهَا في غَايَـةِ السِّحْرِ إنَّنِي  أرُوضُ بِهَــا شِـعْــري إلــى أنْ تَسَـدَّدَا 

 وَهَـذا قَـصيـدي قــد أتَيْـتُ أزُفُّـــهُ  لَهَـا أبْتَنِي لـي فـي المَحافِـــلِ مَقْـعَـــدَا

 تَمَـازَجِتِ الأرواحُ حـيـنَ تَعـانَقَــت  جَــوَارِحُنَـــا شَــوْقَــــاً أفـاضَ وَأوْقَــدَا

 كِـلانَـا عَشِقْنَـا أنْ نَعـيشَ صَبَـابَــةً  تَــدومُ عَـلَــى الأيَّـــامِ عِـشْقَـاً مُجَـــدَّدَا 

 سَـأبْقَـى وَفِـيَّـاً طَـالَمَـا فِـيَّ بَقِيَّــةٌ  مِـنَ العَـيْشِ عَهْــدَاً لا أخُـونُ تَعَـهُّـــدَا

 فَـلا كَـانَـتِ الـدُّنْيَـا إذا غَـدَرَتْ بِنَا  وَلا كَــانَ طَـيْـــرٌ فـي الحَيَـــاةِ مُغَـــرِّدَا  


1.    الصَّـدَى  :  العطش.

 

 شعـر : سـعـيـد تــايـــه 

 عمان  _  الأردن 

 21/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق