مَنِ المَسْؤُول؟
بقلم د. محمد الإدريسي
عَنِ الكارِثَة عَنْ كُلِّ هذا الخَراب؟
عَنِ التَّخَلُّف في بُلْدانِ كُلِّ العَرَب
أخْبِروني أهُوَ المُسْتَعْمِرُ و الغَرْب
أمْ خائِنٌ باعَ الوَطَنَ صَفَدَ الشَّعْب
مَنْ مِنّا يَنْشُدُ الشِّعْرَ بِقَلْبٍ مُلْتاع
مَنْ مِنّا مُؤمِنٌ بالنَّصْر عَنِ اقْتِناع
مَنْ فَكَّرَ أنْ يَعِيرَ لِلأحْرار أسْماع
مَنْ يَحُثُّ لِنَقِفَ في وَجْه أطْماع
في وَجْهِ مَنْ يَدْفَعُ بِظُلْمِ الإقْطاع
في زَمَنٍ يُكَرَّمُ فيه المُنافِقُ البَيَّاع
يَتَمْشَّى مَرِحاً لَكِنَّهُ ذاكَ الجُزاع
فَمَوْعِدُهُ يَوْمٌ يَنْدَمُ يَسْقُطُ القِناع
إنَّما حَياتَنا هَذه مَدْرَسَةُ الأوْجاع
في ساحاتِها يَمْتَدُّ يَشْتَدُّ الصِّراع
بَيْنَ الوَفاءِ و الخِيانَةِ و الأتْباع
بَيْن التَّفْقيرِ و رافِضِ الأوْضاع
يا لَيلُ لِمَ لا تَتْرُك الفَجْرَ يَطْلَع
لِمَ لا تَتْرُك شَمْسَ النّهارِ تَسْطَع
فَإنَّ أنينَ المَظْلومِ ما فَتِئ يُسْمَع
أما هَزَّ نَفْسَكَ أما قَلْبَكَ أوْجَع
سُوقٌ لِبَيْعِ الضَّمائرِ لِتَسْويق الهَزيمَة
سِياسِيُّونَ يَشتَرُونَ الذِّمَمَ و الشَهادَة
يتَهَجَّوْنَ بَيْنَ الحُروفِ دُونَ المَعْرِفَة
كَيْفَ تَتَقَدَّمُ الأوْطانُ بالعُقولِ الفارِغَة
الرَّأيُ في بُلْدان النّاطِقَةِ بالضّادِ جَريمَة
قِطارُ الأحْلامِ يَسيرُ على سِكَكٍ قَديمَة
على مِحْرابِ الظُّلْمِ الحَقُّ يُعْتَبَرُ شَتيمَة
طُغاةٌ يَذْهَبونَ بالأوْطَانَ إلى شَرِّ هَزيمَة
أما حانَ الوَقْتُ لِأنْ تَسْتَفيقَ هَذِه الأُمَّة
مِنْ عُمْقِ سُباتِها لِتَنْفِضَ غُبارَ المَهانَة
تَقولُ لِلتَّاريخِ عَلَيْكَ أنْ تُعيدَ الصِّياغَة
فَأنا و قَدْ عُدْتُ أحْمِلُ لِواءَ الكَرامَة
لِأَسْتَرِدَّ عِزَّةً أضاعوها هؤلاءِ عُقُودا
لِأسْتَرِدَّ شّهامَةَ الأجْيالِ اليَوْمَ لا غَدا
أَيُّها الفَجْرُ أنْتَ الأمَلُ كفانا اِرْتِدادا
أيُّها اللَّيْلُ إلى ظُلْمَتِكَ لَنْ نَعودَ أبَدا
لَنْ تُقْبَلَ أعْذارُ مِن مَنْ ضَيَّعَ مَجْدا
نُصَحِّحُ الماضي نَأْخُذُ عَلَيهِم وَعْدا
الأحْداثُ تَتَسارَعُ ضَرَبَتْ لَهُم أمَدا
تَقولُ إمّا تَكونوا أرانِباً و إمَّا أُسُدا
لا يَنْهَلُ العُربانُ مِنَ نَهْرِ التَّجارِب
يَرَوْنَ عُيُوناً تَبْكِي شَّبابَ القَوارِب
حِينٌ غابَتِ الشَّمْسُ عَنِ الكَواكِب
الحوتُ في اِنْتَظار غَرَق المَراكِب
سَمِعْتُ الدَّمْعُ يَتَساءَلُ تَقَدَّمَ غَيْرُنا
كَيْفَ حَاضِرُنا لعُقودٍ يَعيشُ ماضينا
على أنْقاضِ ماضٍ تَناحَرَت شِيَعُنا
حَياةُ ضَنْكٍ تَشْهَدُ على عَجْزِ زَمَنِنا
العَرَبُ يُرادُ لَهُم عِيشَةَ الكِلاب
عَلى أنْغام ذُلٍّ مَعْرُوفِ الأسْباب
عَلى أحْلامِ يَقَظةِ أوْهامِ السَّراب
إنَّ كَلِمَةَ العَرَب مُرادِفَةُ العَذاب
التَّخَلُّفُ لَيْسَ قَرِينُ يُصاحِبُ العُروبَة
و لا لِأَيِّ جِنْسٍ على الكُرَة الأرْضِيَّة
التَّخَلُّفُ خُطَطٌ لِلْقُوَّات الاسْتِعْمارِيَة
أنْجَزَتْها و طَبَّقَتْها بِتَعاوَن يَدِ الخِيانَة
طنجة 25/04/2021
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق