الثلاثاء، 20 أبريل 2021

كانوا فأصبحوا للدكتور أسامه مصاروه

 بقلم د. أسامه مصاروه

كانوا فأصبحوا


خرجْنا من ملابسنا الكريمهْ

ملابس قد بدتْ فعلًا قديمهْ

بلا لونٍ كمِمْسَحةٍ عتيقهْ

ولا شكلٍ كأنْظِمةٍ لئيمهْ

بياضٌ ناصِعٌ وَبلا كرامَهْ

حريرٌ ناعمٌ وبَلا شهامَهْ

قصورٌ للخيانَهْ والدعارهْ

تُشَرِّفُها الزبالَةُ والقُمامَهْ

خِيامٌ ذاتُ أعمِدَةٍ نبيلهْ

وراءَ قُصورِ غِلمانٍ ذليلهْ

قفارٌ لا حدودَ لها وَلكنْ

سمتْ وعلتْ بأقوامٍ أصيلهْ

جدودُهُمُ الرعاةُ رجالُ نخْوهْ

وكانَ لهمْ على الأعداءِ سطْوهْ

فما خضعوا لرومٍ حينَ بأسٍ

ولا ركعوا لفرسٍ أوْ لِقُوّهْ

كانوا ذوي كرمٍ وجودِ

ومُحترمينَ في كلِّ الوجودِ

وكانوا والبلادُ بلا عُروشٍ

وحتى قبل نفطٍ كالأسودِ

أيا عرَبُ بلادُكُمُ الفلاةُ

مشاعًا أصبحتْ خسئ الغزاةُ

ألستُمْ يا بني قومي رجالًا

فمنْ غيرُ الرجالِ لها حماةُ

فكيفَ غدا العربيُّ عبْدا

وقدْ كانَ المُهابَ وكانَ نِدّا

وكيفَ أيا أخي أصبحتَ سرجا

لِتحمل غاصِبًا نذلًا ووغدا

تُرى هل صِرْتَ رابِعَهُم وصِرْنا

نُجيدُ فقطْ كما الرعْيانِ صَرّا

كرامتُنا هوتْ غدرا وظلما

فكيفَ أيا أخي ستعيشُ حُرّا

بلادنا دُنِّستْ بحرًا وبرّا

بأقدامٍ لِمُغْتَصِبٍ وَجهْرا

تُرى هلْ يحسبونَ الأمرَ عيبا

وهلْ حسبَ العبيدُ الأمرَ نُكْرا

ألا تبًا لمنْ عشِقَ الخيانَهْ

ألا سُحْقًا لمن قتلَ الأمانهْ

ألا بُعدًا لمن قبلَ احتلالا

ولم يركبْ لمكرُمَةٍ حصانَهْ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق