الثلاثاء، 20 أبريل 2021

ليالي الموت للشاعر محي الدين الحريري

 ليالي الموت

بقلم الشاعر محي الدين الحريري

                                 / 2020/

كـلُّ الـمطاراتِ أُغـلِقتْ دونـي

    كذلكَ أُغلِقَت بَواباتُ الهجرةِ والسَّفر

وغـدتِ الـحياةُ جَحيماً نُقـادُ

    لـه رتلاً كَمساجينَ مُكبلينَ في زُمــر

فهجرتُ الـدروبَ بَـحثاً عَـن

       مكانٍ ألوذُ به في الدُّنيا و مُستَقـر

أبكي ظِلالاً ٱوي في الهجيرُ

         لها أَتفيأ من  قرٍّ وزَمهريرٍ  وحَـر

وباتَت النكباتُ تَكْسو دُروبي

         فَوْق الرُّكام  تارة ..أوفي الحُفَـر

وآلامٌ في البرُّ تقُضُ مَضْجعي

        وأخريٰ  تَمور في السَّماءِ والبَحر

قُتِلَ الوردُ  وأحرِقَ الياسمينُ

        والشّقائقُ صَرعىٰ  تَحت َ الشّجـر

ياوطَنَ الاوطانِ مَن حاكَ لكَ

        الأكفانَ  بلَيال عاتيات  من سّهـر

فاسودَّتِ الشّمسُ في صُبحِها

        وماتَ  قَمرها شَهيدا في  السّحَر

واختلطتِ الفصولُ فيها وقُتِلَِ

       الرّبيعُ والصّيف ُتحت وابل المَطُـر

ياوطَنَ الأوطانِ هَلْ تَنهضُ من

       كبوة ٍ  تعودُ  فيها  ..  ليالي السَّهر

وتَعلو الألحانُ بالرّقصاتِ وتَهتَزّ

       أَنغامُ   القيثارُ  مَصحوباً  .. بالوَتر

هلْ تعودُ لكَ شَمسُكَ  مضَمّخةً

      بالأفياءِ  وأشجارُكَ  ملأىٰ .. بالثَّمر

وتعودُ للأطفال بَسمتهم يَنعمونَ 

     بأناشيدِ الحريةِ عليٰ مَدىٰ .. الدُهر

  

                     محي الدين الحريري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق