تقولينّ (15)
بقلم د. أسامه مصاروه
تقولينَ لا أستوعِبُ الأمرَ إطْلاقا
نعيشُ زمانًا أترعَ الكأسَ إخْفاقا
أحقًا بلادي أجملُ الأرضِ إشْراقا
وشعبي وقوْمي أفضلُ الناسِ أخلاقا
أقولُ أنا حقًا أعي ما تقولينا
لقد دنَّسَ الأغرابُ طهرَ روابينا
وحطَّمَتِ الأطماعُ قُدسَ أمانينا
ولكِنَّ أجدادي أناروا ليالينا
تقولينَ ما زالَ الغريبُ على أرضي
وما زالَ في حقْدٍ يدوسُ على عِرضي
ونحنُ وريثي المجدِ بالطولِ والعرْضِ
نلوذُ بقضمٍ للأظافرَ والعضِّ
أقولُ إذا أجدادُنا دونما جيشِ
عتادٍ سلاحٍ بل وناموا على القشِّ
أذلّوا جنودَ الغَرْبِ بالحقِّ لا الفُحشِ
فكيفَ ركعْنْا بلْ ونرْكَعُ للعرشِ
تقولينَ من هانتْ عليهِ الكرامةُ
وهانتْ عليهِ نفسُهُ والشهامةُ
يعيشُ ذليلًا في الدُنى فالزعامَةُ
لِمنْ عاشَ حُرًا لمْ تُهِنْهُ الرُّغامَةُ
أقولُ إذا هانتْ على المرءِ ذاتُهُ
فلا قيمةٌ للعيشِ ذلًا مماتُهُ
هوَ المنقِذُ العملاقُ فيهِ نجاتُهُ
وإلّا لظلّتْ في الحضيضِ حياتُهُ
تقولينَ يا أعرابُ ماذا جرى لنا
لنخضعَ في صمتٍ ونقْبلَ ذُلَّنا
أحقًا قذفنا في القُمامةِ صوْلنا
وحتى نسينا بالمذلَّةِ أصْلنا
أقولُ بلادٌ قُطِّعتْ وغدتْ ذكرى
لِأمجادِ أجدادٍ فقامَ لنا كسرى
وقُمْنا إليْهِ بلْ فَرِحْنا بِهِ جهْرا
لعلَّ أميرَ الذُلِّ قد ظنَّهُ ذُخرا
تقولينَ من كانوا بلا شرفٍ أصلا
وإنْ ملكوا نفْطًا فقد هلكوا ذُلّا
فسُحْقًا لمنْ إذلالهُ حقَّرَ الأهْلا
وبعدًا لمنْ إذعانهُ دنَّسَ الرمْلا
أقولُ إذا ازدادتْ صُروفُ ليالينا
وطالتْ بنا بل واستمرّتْ مآسينا
لما نفدَتْ أحلامُنا أوْ أمانينا
بِكنْسِ طُغاةِ العُربِ قبلَ أعادينا
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق