#الوفاء ⚘
بقلم الأديبة سميا دكالي
ما نام ليلة دون أن يطمئن على كلبه الوفي لقد كان يملأ عليه الحياة منذ أن أحضره له والديه، ليكون برفقته يلاعبه في حديقة البيت. هذا هو الطفل علاء المدلل كان وحيدهم لم يرزق بأخ او أخت كباقي أصدقائه بالمدرسة شعوره بالوحدة جعله يلتصق بكلبه التصاقا، حتى بات لايفارقه يفرح لفرحه ويحزن لحزنه. إحساس واحد مشترك سكن قلبيهما يجسد كل معاني الوفاء والاخلاص .
لن ينسى علاء يوما لم يحصل على نقطة جيدة في مادة الرياضيات، لقد كان يجد صعوبة في حل بعض التمارين رغم أنه لم يكن يقتصر فقط على التحصيل في القسم بل يأخذ ساعات إضافية من أستاذه في ذلك، لكنه أحيانا يخونه الذكاء كما حدث في ذلك الامتحان، سمع توبيخا من أستاذه، نظرات زملائه في القسم لم يسلم منها، مثلت بعضها السخرية واخرى الشفقة، لم يذرف دمعة واحدة كبرياء منعه بقيت محتبسة،
ذاك اليوم عاد إلى البيت كان كلبه بانتظاره كعادته هو اول من يستقبله يوميا لاحظ شروده فلازمه إلا أن أمه قائلة:
- علاء ادخل وغير ملابسك لتتناول الغداء معنا
أجابها الابن بصوت خافت:
-حاضر أمي لحظة ألاعب ريكس أشتاق اليه عند غيابي.
مرت لحظات وهو يداعب كلبه ويهمس له محدثا إياه عن كل ماحدث له في القسم. فجأة سمع أباه هو الاخر يناديه علم أن أمرا قد حدث، ربما الاستاذ اتصل به ليخبره عن نتيجة الامتحان.
ولج البيت وكلبه معه جلس معها على المائدة بهدوء يتناول ما في طبقه دون أن يرفع نظره إليهما، فجأة سمع أباه يقول له:
- ماذا حدث معك حتى لا تركز جيدا كل زملائك تقريبا تفوقوا؟ آلا تملك عقلا مثلهم ؟
لم يجبه علاء هي العبرات التي بدأت تسيل على خذيه دون توقف، أسرع الى الحديقة وافاه كلبه يمسح عنه دموعه مطبطبا وقد شعر لمعاناته. ليس كل العقول لها نفس الذكاء والاستيعاب، وليس هكذا نعامل النفوس المجروحة بل بحب واحتضان، علاء وجد ذلك في كلبه الوفي الذي أحس به فكان له خير ملاذ وجبر لخاطره المكسور.
#سميا_دكالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق