بقلم الأديبة ابتهال صالح
أجلس بين أوراقي مشتتة بعتمة ترهقني...سكون ينسدل بين جدران غرفتي...فوجدت نفسي أكلم أحدهم...لا يتركني للحظة...وجوده حد الجنون...رحل وليته لم يفعل...ترك أثر نفسي كبير يقودني إلى الهذيان... أحلق بعالمي الخيالي الممتع...أؤمن بأن الحياة أقدار...ولكنه لم يكن واقعي...
مسكتُ قلمي...أريد أن أكتبه لأتحرر منه...لأترك هواجس أفكار رافقتني تتآكل على الورق...فهام الحبر ينثر شذرات اشتياقي...تذوب الحروف خجلا بين أناملي وترتجف بين السطور...فهرعت دموعي تنساب تطهر ملامحي...تُعريني من ذكريات طالما خزنتها بلهفة عدم ضياعها...أواريها عن الجميع لأتلذذ بها...
مجنونة أنا...أعرف...دون أن تتهمني بذلك...تحرقك تلك الأوهام بالبقاء.!!!... بل يؤلمني ذاك الإنكسار المتوهج داخلي...يصعق أوجاعي...يلملم مشاعري المطعونة الملطخة بجرائم الغياب... لا تأبى مغادرتي...انهكتني ساعات الحياة المتواصلة بالخيبات...رائحة عطره تشوه أنفاسي...تحيك حزنا يزيد اختناقي...تنزف حنينا لدرب جمعنا...ولصدفة همست بنظرات تستأذن القبول...ولم يتسع ذهني حينها الأفكار...ولم تستوعبه نبضاتي..لكن حينها دون وعي أشعل فتيلا لا يقوى على إطفائه إلا مرور الزمن...
أيها الراحل عني بشتات غروري وكبريائي...دعني أمر بهدوء وسلام...لربما ذات طريق نجد أنفسنا بوسط أنانيتنا...توحدنا روح واحدة وتسكننا...لتستوطن أجسادنا...
لن أكبلك...ولن أكون أسيرتك...ستبقى غموضي...اشتياقي...حلمي الذي لن أدركه...ولن يتحقق...
ابتهال صالح...فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق