《 ثـــوب الكــفــن 》
بقلم الشاعر سمير أرسلان
ترابي لأول مسجد في الوطن احتضن
ببحري الممتد العريق اسمي اقترن
مينائي الرحب فيه رست معظم سفن
الذهب الإفريقي الخالص باهض الثمن
قرطاجة تحفظ تاريخي و الفينيقيون
و ابن خلدون و أبناء كنعان المستوطنين
للمرابطين الملثمين عاصمةً كنت والموحدين
و لِبيْت المال موردا شكلت في عهد المرينيين
جوادُ عقبة بن نافع المقدام خير الفاتحين
بحافره المعقوف نقش الإسم على الطين
أوليائي أربعة و أربعين و أبنائي بارّين مجاهدين
منهم ثلاثة على مطلب الإستقلال موقعين
و اليوم؛ اليوم شختُ و أدار عني وجهه الزمن
مُبْكٍ صار حالي و خيراتي تنعم بها المدن
ذبلت أوراقي و أنا رقعة من هذا الوطن
أُعلن الحداد منكسرة و ألبس وشاح الشجن
و أنكس الأعلام و أتحدى الدمع في السر و العلن
لأبكي شبابا شهادة ميلاده شطب بعدما احتقن
في البطالة احتضر و للمخدرات غرف فأدمن
في زهرة العمر تذمر ، لليأس استسلم، و لا من هوَّنُ
الغريب في المنصب و ابن الدار إلى المقهى رَكَن
بُـنًّـا يـرتـشـف و مـسـهــمـات أبـا سلـمـى تـأتـمـن
آلامـا و طــوق نــجــاة تــفــكـيـرٍ مــزمــن
مـوجَ بـحـري رَكِـبْـتَ و أنـت عاطـل جـوعـان تَـئِـن
قـــارب مـــوتٍ بــاغــتــيــال حُــلْــمــك تَــزيَّــنَ
مـن الـزقـاق خـطـفـك و الـصدر الذي سقاك اللـبن
نُـوّاحي طـفح و كدري بيِّنٌ لا ينفـع معه مُسَكِّن
فـرِثـاء أبـنـائي من رثـاء نفسي و التاريخ يُـدون
عُذرا أبنائي فالضمير يستحب التأنيب بعدما أتمعن
و الأصـابـع مـجـتهـدة في لـعـنها قـبـل عتاب الألـسـن
أمــا حـبـي فـمِـن تـحـامـل الـشـك مَُـنـزَّه يُـلَـقَّـن
بـدمـوعـي على الـفراق لـم أَقْـوَ ، و اللـوعة اسـتـأذن
لأَنْـسُـجَ ، و بـصـمـة يـدي تـؤشـر عـلى ثـوب الــكـفـن
بقلم: ســمــيــر أرســلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق