الجمعة، 25 يونيو 2021

الانتحار عاى الرصيف للشاعرعلي سعيد بوزميطة

 ■ ○ الانتحار على الرّصيف  ○ ■


                              بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة 

                                                  ( تونس )

منْ زُقَاقٍ لِزُقَاقٍ

بينَ حيطانٍ كئيبه ،

نقضي أيام الحياة 

 دون صَحْبٍ أو حبيبة ،

والهوى العطشان يبقى

ضامئًا فينا غريبا ،

وعزاء النفس شكوى

من نهارات رتيبه ،

وحياة كلّها سُقْمٌ

ومواقيت غريبه ،

والوجود الصّفرُ في هذي المُدُنْ :

كَلَلٌ ، أوْهَامُ عَيْشٍ وَعَفَنْ ،

وحْشَةٌ ، سُقْمٌ ، تباريحُ حَزَنْ ،

يُقْهَرُ الإنسان فيها

عبْرَ أيّام الزَّمَنْ ،

فيعيش للفراق

مُستعدًّا بالكَفَنْ ،

بعد أن عاش كئيبًا

بين أرزاء المِحَنْ .


هذه الأيام يا صاح مآسي

كلّ من في المدن أضحى يُقاسي ،

يقضي أيام الحياة

يقرعُ الكأْسَ بكأسِ ،

ويعيش في اغترابٍ

واحتضارٍ وابتآس ، 

يحلم بالهجر ، بالإبحار

في دنيا التّناسي .


إنّها دنيا غريبه !

كلّ ما في المُدُنِ

أضحى عجيبا ،

بعدما الفرحة كانت

تتهادى كالحبيبة،

تزرع البشر زهورا 

تَئِدُ البُؤسَ الكئيبا ،

حَلَّتِ الأحْزَانُ فينا 

تقتلُ الحُلْمَ الحبيبا ،

تزرع الدّنيا شكوكا

واحتمالات مُرِيبه ،

فيعيش المرءُ كلّ العُمْر

حُزْنًا ومصيبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق