" طعنة.. "
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
ليس الغريب غريب الدار والأرضِ ِ
إن الغريب غريب العار والعِرض ِ
وليس من ينحني للقرد هيبته
كهيئة المنحني للمجد بالومض ِ
من كان أولى بهذا الرأس منحنيا
من بأس غزة في طول وفي عُرض ِ؟
من كان أولى به من زأر مأسدة
أعاد للعرب هامات بلا خفض ِ؟
من كان أولى به من قائد بقيت
للقدس عيناه تنأى هدأة الغمض ِ؟
من كان أولى به ممن سواعدهم
على الزناد جهادا فرضه مقضي؟
من كان أولى به من غرة ظهرت
هنية كاسمها في نصرها المفضي؟
لا تحسبوه انحناء إن نعجتنا
تحب والكبش إيواء إلى الربض ِ
الثور يأبى الشرى مأوى ومنزلة
والفأر يهوى الثرى جحرا من الأرض
ولن أشبهه بالكلب تكرمة
فرب كلب حفيظ غير ذي عضِّ
لا ينزل المرء من أعلى منازله
إلا لأغلى وأحلى منزل مرضي
لا تعجبوا منه يا قومي فإن له
جدا يباركه في بره المحض ِ
وقد جرت عادة الأعراب من زمن
على نفاق وكفر صد عن فرض ِ
الجهل فيهم بحد الله مانعهم
علما به فبقوا في قمة البغض ِ
لا الله أحسن في القرآن ذكرهم
ولا النبي ولا التأريخ قد يغضي
من ذا من العرب والأعراب مرتفع
ومن أراه على الإعراب بالخفض ِ؟
قد أعرب الكل عن حال فلا عجب
فأكذب القول ما قالوا سوى البعض ِ
من قال للقدس فالأفعال فاضحة
والصدق نعرفه بالجدَّ والحض ِّ
والكاذبون من الأعراب ما تركوا
درب الخيانة في جري وفي ركض ِ
وهذه صورة دلت ختاجرها
على الطباع فهلَّت آهة الوخض ِ
فإن طعنت فموجوع وقافيتي
أبى لها الطرف حقا فكرة الغض ِِّ
نثرتها وأنيني لن يصدقه
إلا إذا جس ذو طب لها نبضي
فلا تلوموا حروف الشتم إن جُمِعت
مادام كلي يرى التمزيق من بعضي
وإن تروموا خضوعي مثلكم زمنا
فالموت أولى إذا ما غاظكم رفضي
أنا المحب وأقصانا مذهبة
روحي له مثل شعر لم يكن فضِّي
بقلمي أنور محمود السنيني
الوخض: الطعن يخالط الجوف ولم ينفذ أو الغير مبالغ فيه.
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق