((دع الأيام))
بقلم الشاعر عطاالله خلف
دع الأيام تفعل ما تشاء
............وأرتضي حكماً بما نزل القضاء
ولا تفزع لنائبات الدهر
...............فتطهير الروح يلزمه الدواء
بسرقة الفرحة الأيام ماهرةً
.............لتكتئب البهجة ويحل الشقاء
الليالي خائنةً فلا تتعجب
...............فطبع الليالي لا يعرف وفاء
وإن عنك تخلت الأحباب
.................وخاب ظنك بمن هم نبلاء
فتحلى صبراً عزةً وكبرياء
.................لنائبة الدهر لا يدوم البقاء
ولا تبدي لذليل قط قهراً
....................شماته ذليلاً بعزيزاً بلاء
فإن واريت الثرى أحلامك
..........واسي قلبك فمن واجبك العزاء
وسل المشيب يمهل الخطى
..........وتوسل ولا عيباً إن طال الرجاء
فما أقسى إن تعش وحيداً
................لن تدرك البشر حجم العناء
مسافراً راحلاً بعمق نفسك
.......................فيالها من غربةً وجفاء
النفس تشتاق تحفها لوعة
...................ويضيع شباب العمر هباء
والعين تطالع رغبة المنى
................ومحال تمسك نجم السماء
وجاهلةً كنت أحسبها ملكة
...................قد ظنت بي ظن الجهلاء
قد تقسو الأيام بك يوماً
...........وتضل الهدى ولا تعرف أهتداء
وكل ما في الأرض عنك تخلا
...........ولا يسع حزنك أرض ولا فضاء
فتيقن أن رحمة الله واسعة
............إن ضاقت بك الأرض والسماء
أين المفر يا صاحبي من قدراً؟
.............له بين الكاف والنون ما يشاء
فكن بالحياة عابراً كالطيف
..............وأترك الشعر بعدك أثراً ورثاء
ولا تأسف على قهر الأبطال
.............وأسخر معي إن علت السفهاء
يا صاحبي إن طال بنا الأمد
........... سيتجرع الساقي كأس الشقاء
عطاالله خلف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق