مسرحية ( سلام الغابة )
بقلم // أسامة الحكيم – مصر
( المشهد الأول )
الذئب : ما رأيك أيها الأسد العظيم
في معاهدة سلام مع النمور؟
الأسد : أنا لن أسالم أحدا
الذئب : لا تعش يا سيدي في غرور
الأسد : ألا تذكر ما فعله معي كبيرهم ؟
عندما دنوت منهم لأزور
نهرني بشدة و طردني
الذئب : و أنت فعلت معه الكثير
و لا تريد أن يغضب أو يثور
الأسد : ماذا تريد مني يا ذئب ؟
الذئب : يا قائدي يا بدر البدور
أريد أن يعم السلام الغابة
و أن يملأ الحب كل الصدور
و أن يستطيع كل حيوان
أن يمر في أمن و حبور
و تزداد محبتك في القلوب
و تطاع في حب و سرور
الأسد : لكني لا أريد البدء بكلام
أو أبدأ أنا بالظهور
الذئب : سنحتفل بتقاعد الأسد الكبير
و نملأ المكان بالروائح و البخور
و يعج بالزينة و كؤوس النور
و ندعو لهذا الحفل الكل
و في مقدمتهم كل النمور
أموافق سيدي الليث ؟
الأسد : نعم و لا تنسى الطيور
فأنا مولع بسماع التغريد
و رؤية الصقور و النسور
الذئب : سأفعل يا مولاي كل ما تريد
و سألف بنفسي على الدور
أقدم تحية مولاي الليث
و أدعوهم إلى التطيب بالعطور
و الاجتماع عند الأسود غدا
في هذي الأرض خلف السور
إلى اللقاء يا سيد الغابة
و لتتماسك يا سيدي و لا تثور
مهما حدث من المدعوين
فهم في حضرتك فلا تفقد الشعور.
( المشهد الثاني )
الأسد : لماذا لم تأت النمور ؟
أيها الذئب الدنيء الحقير
الذئب : الكل يأتي فوجا تلو فوج
و قد أقبل من عندهم بشير
يقول : إنهم في الطريق مقبلين
يرتدون الجواهر و الحرير
لتتناسب مع حضرة مولاي
الملك المعظم و ابنه الأمير
الأسد : أنا أنتظر هكذا يا ذئب
سيكون مصيرك أسوأ مصير
الذئب : يا مولاي : لقد أقبل كبيرهم
السيد العاقل القدير
كبير النمور : سلام على زعيمنا المفدى
الأسد : أهلا بك أيها القمر المنير
تفضل يا جاري العزيز
يا قرد هات له العصير
و تتوافد النمور كلها
و تملأ المكان بجمعهم الغفير
و كل الحيوانات تقبل فرحة
و تجلس على الفراش الوثير
و ينادي الأسد : أين الطعام ؟
الغناء الموسيقى الرقص ؟
و تتعالى الأصوات و ينتشر الصفير
و الجميع في سعادة و حب
من حيوان كبير أو صغير
و الضحك يتعالى من القلب
يفصح عن صفاء الضمير
و الصقور تتعالى و تهبط
و الحفل يسع الغني و الفقير
و المائدة تمد على أوسع مكان
عليها من أصناف الطعام الكثير
و تقدم الثور و ألقى كلمة
تنم عن شكر و تقدير
و ألقى الفيل كلمة حب
للأسد على ثقته به كوزير
و فجأة يدخل الحفل
حيوان من فصيلة الحمير
الأسد : من هذا يا ذئب الذي دخل ؟
الذئب : هذا حمار قذر حقير
جاء ليفسد علينا الحفل
الأسد : اقتله أو ألقه في السعير
فازداد الحمار نهيقا و رفصا
و نشر في المكان التكدير
و هجم على المائدة الكبيرة
و أكثر من العنف و التكسير
و كأنه قرر في نفسه
أن يصيب المكان بالتدمير
فبكى الأسد القوي الشامخ
من فعل هذا الحقير
لكن النمور بسرعة قررت
الإمساك بهذا القذر الأجير
و طردوه خارج المكان
و نظفوه و أعادوا له التطهير
حتى عاد كما كان نظيفا
من دنس هذا الخنزير
و عادت الفرحة و البهجة
و قال الأسد : حرموا الغابة
على أمثال الحقير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق